الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            7- الآثار السلبية لهجرة الكفاءات:

            تعد هجرة الكفاءات العلمية عائقا من عوائق التنمية في بلد المنشأ؛ لأنه لا تنمية من دون المهارات العلمية, فهي سند التقدم وأساس التحديث والتطوير في سائر المجالات الحية التي يقوم بها كل بلد، أما الهجرة فتبقي البلد في حالة التأخر، في زمن تتقدم فيه كل الأمم وتتنافس لتكسب الرهان وتسـتـقل بنفسها وتسلم من الاتباعية. وما تفاقم تخلف العرب إلا بسبب نزيف الكفاءات إلى دول الغرب المتقدمة، وكلما ارتفعت نسبة الهجرة ازدادت الهوة بين العرب والغرب عمقا، لأن هجرة كل عقل تعني نقصان فرصة من فرص النمو في بلد المنشأ وزيادتها لدول المغترب والملجأ، وحرمان [ ص: 156 ] البلد الأصلي من عقل مخطط مدبر وهي زيادة تعني إضافة طاقة بشرية جديدة تجدد حيوية العالم الغربي. وكلما ازداد إهمال هذه العقول في عقر دارها ونبذها والتوجس منها، ازدادت عوامل الجذب والاستقطاب في بلاد الغرب، لهذه المهارات العربية .

            - مخاطر الهجرة ومساوئ الإهمال:

            أخطر من ذلك كله أن البلاد العربية تحرم بهجرة الكفاءات والعقول العربية من أنفس الفرص، في مجال التربية والتعليم، تحرم إعداد الخلف الذي سيخلفها، أي تهيئ الأجيال التي تنهض بأمانة التنمية وتستأنف مشروع الأمة الحضاري.

            ومن مخاطر الهجرة زيادة الاعتماد على دول الغرب وكفاءاته في استيراد مستلزمات الحياة وأدوات التنمية، بمبالغ مالية عالية، وفي الاعتماد الكلي توطين للتبعية واستئناف للمشروع الاستعماري القديم. فتصبح بلدان المنشأ موارد بشرية وطبيعية يستغلها الغرب، وتصبح بلدان المقصد المتحكم الرئيس في السياسات العربية والمخطط الأول لاقتصادها وتعليمها وتنميتها، بل مصمم صورة مستقبلها في ميادين الحياة كلها، حتى تظل تحت هيمنته ورهن إشارته في تلبية حاجاته.

            وكلما تمادى الغرب في إغراء العقول وجذبها، وتمادى المنشأ في إهمالها ونبذها، خسرت الأمة أبناءها وظلت تدور في فلك غيرها، لا تملك لنفسها قرارا ولا تعرف لأمنها استقرارا. [ ص: 157 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية