الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        4557 - قال الحارث : حدثنا هوذة ، ثنا عوف ، عن أبي المنهال ، عن شهر بن حوشب ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم في سعتها كذا وكذا ، وجميع الخلائق بصعيد واحد جنهم وإنسهم ، فإذا كان ذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها ، فينثرون على وجه الأرض ، فلأهل السماء وحدهم أكثر من جميع أهل الأرض وجنهم وإنسهم بالضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزع إليهم أهل الأرض ، وقالوا : فيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، يقولون : سبحان ربنا ليس هو فينا ، وهو آت ، ثم يقبض أهل السماء الثانية ، فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل السماء الدنيا ، ومن جميع أهل الأرض بالضعف ، فإذا نثروا على أهل وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض ، وقالوا : فيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ليس فينا ، وهو آت ، ثم تقاض السماوات كلها ، فتضعف كل سماء على السماء التي تحتها وجميع أهل الأرض ، كلما نثروا على وجه الأرض ، فزع إليهم أهل الأرض ، ويقولون لهم مثل ذلك ، ويرجعون إليهم مثل ذلك ، ثم تقاض أهل السماوات السابعة ، فلأهل السماء السابعة أكثر أهلا من السماوات الست ، ومن جميع أهل الأرض بالضعف ، فيجيء الله تبارك وتعالى فيهم ، والأمم جثا صفوفا ، فينادي مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، [ ص: 537 ] ليقم الحمادون ربهم على كل حال ، فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي ثانية : سيعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الذين : تتجافى جنوبهم عن المضاجع الآية ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي ثالثة : ليقم الذين رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله الآية ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ، خرج عنق من النار ، فأشرف على الخلائق ، له عينان تبصران ، ولسان فصيح ، فيقول : إني وكلت بثلاثة ، إني وكلت بكل جبار عنيد ، فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيجلس بهم في جهنم ، ثم يخرج ثانية ، فيقول : إني وكلت بمن آذى الله ورسوله ، ( قال ) فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيجلس بهم في جهنم ، ثم يخرج ثالثة ، ( أحسبه قال ) : فيقول : إني وكلت بأصحاب التصاوير ، فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيجلس بهم في جهنم ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ، ومن هؤلاء ثلاثة ، نشرت الصحف ووضعت الموازين ، ودعي الخلائق للحساب .

                                                                                        هذا موقوف ، إسناده حسن .

                                                                                        [ ص: 538 ] [ ص: 539 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية