ط- تعويد الطفل على الأمانة:
الأمانة خلق أصيل، اتصف به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من عهد الطفولة إلى عهد الرسالة، حتى وصفه المشركون بالصادق الأمين، وفي ذلك عبرة للطفل المسلم أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم لتساعده فيما بعد على الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى؛ وقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسئولية الولد في مال أبيه فيكون أمينا على القيام به بلا إسراف ولا تبذير، كما في الصحيح: ( والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته ) . ونلحظ أن من اهتمام الرسول صلى الله عليه وسلم بخلق الأمانة وتأصيـله في الطفـل أنه لم يرض من الطفل خطأه في هذا الركن وإنما عاقبه عندما أخل به وشد أذنه.
قال النـووي في الأذكار: روينـا في كتاب ابن السـني عن عبد الله ابن بسر الصحـابي، رضي الله عنه، قال: ( بعثتني أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطف من عنب فأكلت منه قبل أن أبلغـه إياه، فلمـا جئت به أخذ بأذني وقال: يا غدر ) [1] . [ ص: 152 ]
فالاهتمام بالترغيب بالأمانة واجب لضمان حقوق الله وحقوق الناس، ويتأكد هذا الأمر في قول الحق تبارك وتعالى:
( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ) (المؤمنون: 8)
وقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) (الأنفال:27)،
فقد كان ( المـربي الأول يوجـه المسـلمين دائمـا إلى الالتـزام بالأمـانة وأدائهـا، وكان يشـدد على التركيز بالأمـانة فيقـول: ( لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له ) [2] ، فالأمانة منهج الصادقين الصالحين، فيجب أن تكون منهج المربين والمربيات ليربوا أبناءهم عليها ويعتبروا برسول الله صلى الله عليه وسلم.