الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        و- تعويده الاستئذان:

        وللاستئذان آداب، فعلى المربي أن يرسخها في الولد ويعلمها إياه امتثالا لقوله تبارك وتعالى:

        ( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم * وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ) (النور: 58-59).

        فالله سبحانه وتعالى يأمر المربين في هذه الآية أن يرشدوا أطفالهم الذين لم يبلغوا سن البلوغ إلى أن يستأذنوا على أهلهم في ثلاثة أحوال:

        1- من قبـل صـلاة الفـجر؛ لأن الناس إذ ذاك يكـونون نيـاما في فرشهم.

        2- وقت الظهيرة (القيلولة)؛ لأن الإنسان قد يضع ثيابه في تلك الحالة مع أهله.

        3- من بعد صلاة العشاء؛ لأنه وقت نوم وراحة.

        أما إذا بلغ الأطفال سن البلوغ والرشد فعليهم أن يستأذنوا في هذه الأوقات الثلاثة وفي غيرها امتثالا لقوله:

        ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم [ ص: 144 ] فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ) (النـور: 59)،

        ولا يخـفى ما في هذه اللفتات القرآنية من اهتمام الإسلام في تربية الولد اجتماعيا، وتكوينه سلوكيا وخلقيا، حتى إذا بلغ سن الشباب كان النموذج الحي عن الإنسان الكامل في أدبه وخلقه وتصرفه واتزانه.

        التالي السابق


        الخدمات العلمية