الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        مقدمة

        إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

        أما بعد:

        قال تعالى في محكم كتابه: ( ثم نخرجكم طفلا ) (الحج: 5).

        تعد مرحلة الطفولة المرحلة الأهم والأساس لكامل حياة الإنسان، وبقدر ما يحظى الطفـل بالرعاية والعناية والتربية الحسنة بقدر ما تكون حياته سعـيدة مثمـرة، والله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وفضله على سائر مخلوقاته في قوله سبحانه:

        ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) (الإسراء:70).

        لقد شمل هذا التكريم الإلهي الإنسان في جميع مراحله، ولما كانت الطفولة هي أولى مراحل الإنسان في الحياة اعتنى بها الإسلام عناية خاصة، وأشار إليها القرآن والسنة النبوية إشارات متعددة، مما يؤكد اهتمام الإسلام بالإنسان طفلا، واحترامه لهذه المرحلة، وحثه على رعاية الطفل؛ لأنه يمثل نواة المجتمع، فإذا صلح ونشأ نشأة صالحة وأعد لهذه الحياة إعدادا سليما وروعي وحوفظ عليه فإنه سيكون من قادة المجتمع وعظمائه. [ ص: 23 ]

        ومن هنا يأتي هذا البحث محاولة يتم فيها تسليط الضوء على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم في تربية الأطفال وكيف كان قدوة في ذلك، وقد قسمت البحث إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة.

        - المقدمة وتتضمن:

        - سبب اختيار الموضوع وأهميته.

        - التمهيد ويتضمن:

        - مصطلحات الدراسة:

        1- الطفولة لغة واصطلاحا.

        2- التربية لغة واصطلاحا.

        الفصل الأول: الطفولة: خصائصها وحقوقها وحاجاتها:

        المبحث الأول: خصائص الطفولة.

        المبحث الثاني: حقوق الطفل في الإسلام.

        المبحث الثالث: الحاجات النفسية للطفل.

        الفصل الثاني: تربية الطفل في الإسلام.. خصائصها، أهدافها، وسائلها:

        المبحث الأول: خصائص التربية في الإسلام.

        المبحث الثاني: أهداف تربية الطفل في الإسلام. [ ص: 24 ]

        1- الهدف العام: عبادة الله.

        2- أهداف فرعية.

        أ – تربية الأبناء عقديا.

        ب- تربية الأبناء خلقيا.

        ج – تربية الأبناء اجتماعيا.

        د- تربية الأبناء نفسيا وعاطفيا.

        هـ- تربية الأبناء جسميا.

        المبحث الثالث: وسائل التربية الإسلامية.

        1- التربية بالقدوة.

        2- التربية بالموعظة.

        3- التربية بالعقوبة.

        4- التربية بالقصة.

        5- التربية بالترويح.

        6- التربية بالعادة:

        أ- تعويدهم سنة السلام.

        ب- تعويدهم عيادة الطفل إذا مرض.

        ج- اصطحاب الطفل إلى مجالس الكبار.

        د- تعويدهم البيع والشراء.

        هـ- تعويدهم آداب الطعام والشراب. [ ص: 25 ]

        و- تعويدهم الاستئذان.

        ز- تعويدهم الصدق.

        ح- تعويدهم حفظ الأسرار.

        ط- تعويدهم الأمانة.

        ي- تعويدهم على سلامة الصدر وترك الأحقاد.

        ك- تعويدهم مراعاة حقوق الآخرين (حق الأبوين، حق الأرحام، حق الجار، حق المعلم).

        ل- تعويدهم غض البصر وحفظ العورة.

        م- تعويدهم النظافة.

        ن- تعويدهم قراءة الأذكار صباحا ومساءا.

        س- تعويدهم تحمل المسئولية.

        ع- تعويدهم على الصلاة في المسجد وربطهم به.

        - الفصل الثالث: صفات المربي وثمرات التربية:

        المبحث الأول: صفات المربي الناجح.

        المبحث الثاني: تقوية الصلة بين المربي والولد وتمتين العلاقات بين الآباء والأمهات.

        المبحث الثالث: ثمرات التربية الناجحة.

        المبحث الرابع: مواقف تربوية من طفولة السلف الصالح.

        - خاتمة. [ ص: 26 ]

        - سبب اختيار الموضوع:

        هناك العديد من الأسبـاب التي دعت إلى اختيار هذا الموضوع، منها ما هو عام على مستوى المجتمع، ومنها ما هو خاص بالأسرة الواحدة، وأخيرا ما يكون أخص بالطفل ذاته، ومن هذه الأسباب، التي دعتني إلى اختيار موضوع تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأطفال تربويا الجوانب الآتية:

        1- نعمـة الذرية وأنـها زينة الحيـاة الدنيا كمـا قال تعالى:

        ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا ) (الكهف:46).

        ومحبة الأولاد غريزة في النفوس، فقد قيل لرجل: أي ولدك أحب؟ قال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يحضر؛ فهي محبة جبل الناس عليها.

        2– كان الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، حريصين على الذرية الصالحة التي ترث العلم النافع والعمل الصالح وتواصل مسيرة الدعوة فيستمر العمل الصالح بهذه الذرية، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبي هريرة ، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ) [1] .

        ولما كانت العناية بالأولاد بتلك المنـزلة كان حقا على الدعاة والمربين والآباء عموما أن يولوا هذا الموضوع اهتمامهم ووقتهم. فقد [ ص: 27 ] قال ابن القيم ، رحمه الله: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهـم فرائض الدين وسننه، فأضـاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعـوا آباءهـم كبارا، كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال: يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا، وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا» [2] .

        3- العناية بالأولاد فيه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في القيام بمسئولية رعاية الأولاد والسعي في تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة وتعويدهم على الاستقامة، التي هي من أهم الأمور الواجب الاهتمام بها منذ مرحلة الطفولة؛ لأنها من أهم المراحل العمرية في غرس قيم الخير والفضيلة، وهذا واضح في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال توجيه الأمة للعناية بتنشئة الصغار على العبادة والاستقامة ليكونوا ممن نشأ في طاعة الله [3] .

        4- أن الأولاد بحاجة ماسة إلى التوجيه والرعاية من خلال القدوة في التوجيه وتأكيد أهمية البدء بالقرآن الكريم والامتثال به سلوكا وعملا وتدبرا.

        كما أنهم بحاجة ماسة إلى مراعاة أحوال نفوسهم، والعناية بتغذية عقولهم وزيادة تنميتها، وغرس الخصال الفاضلة في نفوسهم.

        5- أهمية مرحلة الطفولة في حياة الإنسان، حيث حظي مجال رعاية الأطفال باهتمام أمم الأرض، اجتماعيا، ورسميا، ووضعت الدول الأنظمة [ ص: 28 ] والإجراءات التي تكفل الرعاية اللازمة للأطفال، كما تعاونت دول العالم إقليميا ودوليا لتحقيق مصالح الطفل، ولعل من أبرز صور التعاون الدولي صدور الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل عام 1408هـ الموافق 1989م.

        6- عالم الطفل فيه كثير من المجاهيل النفسية والاجتماعية والتربوية، وهو بحـاجة إلى شخص متـكامل وعالـم بخفايا الأمور وهو شخص رسول الله ( لكي يكشف هذا العالم الطفولي المجهول لنا [4] ، لكي يسهل التعامل معهم في ضوء الاقتداء به، عليه أفضل الصلاة والسلام.

        7- مسـئولية التربية، فالرسـول صلى الله عليه وسلم يحمل الوالـدين مسئولية تربية الأبناء مسئولية كاملة، فعن ابن عمر ، رضي الله عنهما، قال: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته: الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، قال: وحسبت أن قد قال: والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته، وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) [5] .

        وقد أكد ابن القيم ، رحمه الله، هذه المسئولية وتكلم كلاما مفيدا نافعا، فقال: قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والده، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة. [ ص: 29 ]

        8- تزايد عدد الأطفال على مستوى العالم الإسلامي عموما، فهم يمثلون نسبة كبيرة من الهرم السكاني في جميع دول العالم الإسلامي، ومن هنا كانت العناية بالعدد الأكبر من أعداد الأمة أولى، وذلك من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث.

        9- أهمية مستقبل هذا الطفل للأمة الإسلامية إذا ما أحسنت تربيته وتنشئته التنشئة الصالحة المستمدة من الكتاب والسنة، باعتبار أن الأطفال هم الأكبر عددا من أبناء الأمة الإسلامية، وهم رجال الغد وقادة المستقبل.

        10- سهولة تشكيل هذا الطفل، فإن شكل وقوم تقويما سليما شب على الطريقة الصحيحة، وإن أهمل مال وانحرف؛ لأن تأثيرات الطفولة تمتد بامتداد حياة الطفل.

        11- ما تتناقله الأخبار بين حين وآخر عن انتشار ظاهرة العنف ضد الأطفال، ولا شك أن ذلك عائد إلى عدم المعرفة بأساليب التعامل الصحيح مع الأطفال، الذي يكون مستمدا من هدى المصطفى، عليه الصلاة والسلام.

        12- إن مرحلة الطفولة المبكرة تمتاز بخطورتها على نمو الأطفال في حاضرهم ومستقبلهم، وهذا يتطلب المزيد من الاهتمام بتوعية الآباء وتثقيفهم تربويا؛ فالطفولة هي الأساس بالنسبة لحياة الفرد، ففيها يتم بناء شخصية الطفل من الناحية الجسمية والوظيفية، وهي التي تضع حجر الأساس لسلوكه المرتقب الذي يساعده على التكامل السوي بمراحل نموه اللاحقة [6] . [ ص: 30 ]

        - التمهيد وخطة البحث

        - مصطلحات الدراسة (البحث)

        1- الطفولة

        الطفل والطفلة: الصغيران. والطفل: الصغير من كل شيء بين الطفل والطفالة والطفولة والطفولية، ولا فعل له.

        وقال أبو الهيثم : الصبي يدعى طفلا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم.

        قال تعالى: ( ثم نخرجكم طفلا ) (الحج:5).

        قال الزجاج : ( طفلا ) هنا في موضع أطفـال، يدل عـلى ذلك ذكر الجمـاعة وكأنه معناه ثم يخرج كل واحد منكم طفلا،

        وقال تعالى: ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) (النور: 31)،

        والعرب تقول: جارية طفلة وطفل وجاريتان طفل وجوار طفل وغلام طفل، وغلمان طفل، ويقال: طفل وطفلة وطفلان وأطفال وطفلتان وطفلات في القياس، والطفل المولود، ويكون الطفل واحدا أو جمعا.

        وجارية طفلة إذا كانت صغيرة، وجارية طفلة إذا كانت رقيقة البشرة ناعمة، وليلـة مطفل: تقتل الأطفال ببردها، والطفل: الحاجة. وأطفال الحوائج: صغارها.

        والطفل: الشمس عند غروبها، والطفل: الليل [7] . [ ص: 31 ]

        - الطفولة اصطلاحا

        يشير مفهوم الطفولة إلى المرحلة المبكرة من حياة الإنسان، التي يكون خلالها في اعتماد شبه تام على المحيطين به، سواء كانوا أبوين أو أعضاء الأسرة أو المدرسين، وهي تبدأ من الولادة وتنتهي بالبلوغ، فالبداية بالطفولة لقوله تعالى:

        ( ثم نخرجكم طفلا ) (الحج: 5)،

        وتنتهي مرحلة الطفولة بالبلوغ: ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم ) (النور: 59).

        - التربية لغة

        يقال ربى وربأ: الراء والباء والحرف المعتل وكذلك المهموز منه يدل على أصل واحد وهو الزيادة والنماء والعلو. تقول من ذلك: ربا الشيء يربو، إذا زاد وربا الرابية يربوها إذا علاها.

        والربوة والربوة المكان المرتفع، ويقال أربت الحنطة: زكت وهي تربي، ويقال ربيته وتربيته إذا غذوته، وهذا مما يكون على معنيين: أحدهما من الذي ذكرناه لأنه إذا ربي نما وزاد، والمعنى الآخر من ربيته من التربيب [8] .

        ويقال (رب) الولد ربا: وليه وتعهده بما يغذيه وينميه ويؤدبه، فالفاعل راب والمفعـول مربوب وربيب، والقوم: رأسهـم وساسهم في حديث [ ص: 32 ] ابن عباس مع ابن الزبير : " لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني غيرهم " ، والشيء: ملكه وجمعه والنعمة ربا وربابا وربابة حفظها ونماها [9] .

        وقال تعالى: ( قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين ) (الشعراء:18).

        ومن هنا يتبين أن كلمة تربية في الاشتقاقات العربية تحمل المعاني الآتية:

        1- النمو والزيادة، كما في فعل ربا يربو.

        2- التنمية والتغذية، كما في فعل ربى - يربي على وزن رمى، يرمي.

        3- الإصلاح والتوجيه، في فعل ربى يربي على وزن غطى يغطي [10] .

        التربية اصطلاحا

        تعددت تعريفات التربية وتنوعت بتعدد الباحثين فيها، وهذه جملة من تعريفات التربية ومن قال بها:

        1- جميع ما نقوم به من أجل أنفسنا وما يقوم به الآخرون من أجلنا بغية الاقتراب من كمال طبيعتنا (جون ميل).

        2- التربية هي الحياة نفسها وليست إعدادا لحياة المستقبل، وأن التربية تستمر ما دام الإنسان حيا ولا تتوقف؛ لأن المجتمع دائم التغيير والتطوير (جون ديوي).

        3- التربية عملية تمتد من المهد إلى اللحد (روسو). [ ص: 33 ]

        وتتسم جميع هذه التعريفات بكونها تقصر التربية على الجنس البشري، وتعتبرها فعلا يمارسه كائن في كائن آخر، ويمارسه بوجه خاص راشد في صغير، كما أنها تقرر أن الفعل موجه نحو هدف ينبغي بلوغه؛ وبالرغم من ذلك الاهتمام بعملية التربية فإن المنظور الإسلامي للتربية يعد أكثر شمولية وتكاملية، حيث يعتبرها «إعداد الفرد ليحيا حياة كاملة في كل جوانب حياته، وهي تربية تبدأ قبل الميلاد أي منذ اختيار الزوجة ورعايتها في حملها، وتستمر مع الإنسان بعد مولده وعبر مراحل حياته في تربية شاملة متكاملة متوازنة» [11] .

        فالتربية: عملية بناء الطفل شيئا فشيئا إلى حد التمام والكمال، وعبر عنها بكلمة (بناء) ؛ لأنها تعني بذل الجهد، ووضع الشيء في مكانه، ومتابعة النظر إليه بالرعاية والإصلاح بعيدا عن الإهمال؛ وعبر بكلمة (شيئا فشيئا): على سبيل التدرج وأن ما أمكن تحقيقه اليوم يمكن أن يحقق غدا، و(إلى حد التمام والكمال): هو الحد الذي يصل فيه الطفل إلى أن يتمسك بشرع الله من ذاته ويحاسب نفسه بنفسه ويراقبها ويتابع تربية نفسه [12] .

        من خلال ما سبق نجد أن التربية تتكون من عناصر، هي:

        1- المحافظة على فطرة الناشئ ورعايتها.

        2- تنمية مواهبه واستعداداته كلها.

        3- توجيه هذه الفطرة وهذه المواهب نحو صلاحها وكمالها اللائق بها.

        4- التدرج في هذه العملية [13] . [ ص: 34 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية