الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        وللاستئذان آداب أخرى وهي مرتبة كما يلي:

        1- أن يسلم ثم يستأذن

        لما روى أبو داود ( عن رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له: قل السلام عليكم، أأدخل؟ فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ) .

        2- أن يعلن عن اسمه أو صفته أو كنيته

        لما جاء في الصحيحين في حديث الإسراء المشهور، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... فانطلقت مع جبريل حتى أتينا السماء الدنيا قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك، قال: محمد ... فأتينا السماء الثانية قيل: من هذا قال: جبريل، قيل: من معك، قال: محمد... فأتينا السماء الثالثة قيل: من هذا، قيل: جبريل، قيل: من معك قيل محمد ... ) [1] . [ ص: 145 ]

        وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنه، يقول: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في دين كان على أبي فدققت الباب فقال: من ذا؟ فقلت: أنا، فقال: أنا أنا‍، كأنه كرهها ) [2] .

        3- أن يستأذن ثلاث مرات

        لما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع ) [3] .

        4- أن لا يدق الباب بعنف

        ولا سيمـا إن كان رب المنـزل أباه أو أستـاذه أو ذا فضـل.. أخرج البخاري في الأدب المفرد عن أنس ، رضي الله عنه: ( أن أبواب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأصابع ) ، وكان السلف يقرعون أبواب أشياخهم بالأظافر، وهذا يدل على مبالغتهم في الاحترام والأدب.

        5- أن يتحول عن الباب عند الاستئذان

        روى الطـبراني عن عبد الله بن بسر ، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تأتوا البيوت من أبوابها ولكن ائتوها من جوانبها فاستأذنوا، فإن أذن لكم فادخلوا وإلا فارجعوا ) . [ ص: 146 ]

        وروى أبو داود : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم ) [4] .

        هذه من القواعد المهمـة التي وضعها الإسـلام في آداب الاستئذان، فما على المربين إلا أن يتقيدوا بها ويعلموها أولادهم ليعتادوا في حياتهم الاجتماعية عليها وفي تعاملهم مع الناس [5] .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية