الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        معلومات الكتاب

        تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الاطفال تربويا

        الدكتورة / حصة بنت محمد بن فالح الصغير

        المبحث الثاني

        تقوية الصلة بين المربي والولد

        وتمتين العلاقات بين الآباء والأبناء

        من القواعد الناجحة المجمع عليها لدى علماء الاجتماع والنفس والتربية تقوية الصلة بين المربي والولد ليتم التفاعل التربوي على أحسن وجه ويكمل التكوين العلمي والنفسي والخلقي.

        ومن المؤكد لـدى أصحـاب العقول أنه إذا كان ثمة جفوة ما بين الولد والمربي أو ما بين الطالب والأستاذ فلا يمكن أن يتم تعليم أو تتحقق تربية، لذا يجب أن يبحـث الآباء والمربون عن الوسـائل الإيجـابية في تحبيب أبنائهم إليهم وتقوية الصلة بينهم وإيجاد التعاون معهم واستشعار الشفقة عليهم.

        فمن هذه الوسائل:

        1- تشجيع الولـد بالهـدية في كل أمر يحسنه أو دراسة يتفوق بها، لما روى الطبراني في الأوسط عن عائشة ، رضي الله عنها، مرفوعا: ( تهادوا تحابوا ) .

        2- ألا تفارق ثغر المربي الابتسامة للولد. [ ص: 191 ]

        3- استشعار الولد الاهتمام به والشفقة عليه.

        4- معامـلة الولد بحسـن الخـلق وسياسـة الملاطفـة، لما روى الترمـذي والنسـائي والحـاكم وقـال: رواته ثقـات عن أبي هريرة ، رضي الله عنه: ( إن من أكمـل المؤمنـين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله ) [1] .

        5- تلبية المربي رغبة الولد لتكون عونا له على بره، كما ورد في الأثر: ( رحم الله والدا أعان ولده على بره ) ، وكما ورد عن مصطفى السباعي : أعن ولدك على برك بثلاثة أشياء: لطف معاملته، وجميل تنبيهه إلى زلاته، وحسن تنبيهه إلى واجباته مصطفى السباعي، هكذا علمتني الحياة (بيروت: المكتب الإسلامي، 1406هـ) 1/92. .

        6- اندماج المربي بالولد والمباسطة معه والتصابي له [2] ، لما روى الطبراني عن جـابر قال: ( دخـلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يمشي على أربعة، على ظهره الحسـن والحسين ، وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما ) .

        7- أن يبدي اهتماما متوازنا ومدحا وثناء على السلوكيات الإيجابية الصادرة عن الابن، وأن يتجـاهل بالمقـابل عن تلك التي تبدو أقل خطرا أو تدخل في سلوكيات الطفولة البريئة. [ ص: 192 ]

        8- رسم خطوط وقوانين يمدح الابن على الالتزام بها، وتعزيز ما يرى من استجابة من الابن لهذه الضوابط.

        9- الاهتمام بوجهات نظر الابن، فقد تكون صائبة أو تحتاج لمناقشة وتوجيهه عليها.

        10- مسـاعدة الابن على رسم أهدافه، وتعليمه فن صياغة الأهداف.

        11- شـكر الله كل مرة يحقق فيها خطوة إيجابية في تمتين العلاقات [3] .

        ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم وهو المربي الأول والقدوة الصالحة للناس جميعا كان المثل الأعلى في تطبيق هذه الوسائل الإيجابية بين أصحابه وأهله وولده. [ ص: 193 ]

        التالي السابق


        الخدمات العلمية