قوله تعالى : قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي هذا مجاز ؛ لأن الإنسان لا يملك نفسه ولا أخاه الحر على الحقيقة ؛ وذلك لأن أصل الملك القدرة [ ص: 44 ] ومحال أن يقدر الإنسان على نفسه أو على أخيه ، ثم أطلق اسم الملك على التصرف فجعل المملوك في حكم المقدور عليه ؛ إذ كان له أن يصرفه تصرف المقدور عليه ؛ وإنما معناه هاهنا أنه يملك تصريف نفسه في طاعة الله ، وأطلقه على أخيه أيضا ؛ إذ كان يتصرف بأمره وينتهي إلى قوله ؛ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : أبي بكر فبكى ما أحد أمن علي بنفسه وذات يده من وقال : هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله يعني إني متصرف حيث صرفتني وأمرك جائز في مالي . وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل : أبو بكر ولم يرد به حقيقة الملك . أنت ومالك لأبيك