والأيمان على ضربين   : ماض ومستقبل ؛ والماضي ينقسم قسمين لغو وغموس ، ولا كفارة في واحد منهما . والمستقبل ضرب واحد ، وهو اليمين المعقودة ، وفيها الكفارة إذا حنث . وقال  مالك   والليث  مثل قولنا في الغموس أنه لا كفارة فيها . وقال  الحسن بن صالح   والأوزاعي   والشافعي   : " في الغموس الكفارة " . وقد ذكر الله تعالى هذه الأيمان الثلاث في الكتاب ، فذكر في هذه الآية اليمين اللغو والمعقودة جميعا بقوله : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان  وقال في سورة البقرة : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم  والمراد به والله أعلم الغموس لأنها هي التي تتعلق المؤاخذة فيها بكسب القلب وهو المأثم وعقاب الآخرة دون الكفارة ؛ إذ لم تكن الكفارة متعلقة بكسب القلب ، ألا ترى أن من حلف على معصية كان عليه أن يحنث فيها وتلزمه الكفارة مع ذلك ؟ فدل على أن قوله : ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم  المراد به اليمين الغموس التي يقصد بها إلى الكذب ، وأن المؤاخذة بها هي عقاب الآخرة وذكره للمؤاخذة بكسب القلب في هذه الآية عقيب ذكره اللغو في اليمين ، يدل على أن اللغو هو الذي لم يقصد فيه إلى الكذب وأنه ينفصل من الغموس بهذا المعنى 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					