وقوله : وقاتلوا المشركين كافة يحتمل وجهين :
أحدهما : على ما بينه في غير هذه الآية ، والآخر : الأمر بأن نقاتلهم مجتمعين متعاضدين غير متفرقين . ولما احتمل الوجهين كان عليهما إذ ليسا متنافيين ، فتضمن ذلك الأمر بالقتال لجميع المشركين ، وأن يكونوا مجتمعين متعاضدين على القتال . وقوله : الأمر بقتال سائر أصناف أهل الشرك إلا من اعتصم منهم بالذمة ، وأداء الجزية كما يقاتلونكم كافة يعني أن جماعتهم يرون ذلك فيكم ، ويعتقدونه . ويحتمل : كما يقاتلونكم مجتمعين . وهذه الآية في [ ص: 309 ] معنى قوله : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم متضمنة لرفع العهود والذمم التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين ، وفيها زيادة معنى ، وهو الأمر بأن نكون مجتمعين في حال قتالنا إياهم