الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله هذا عطف على ما تقدم من ذكر الجهاد في قوله : لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ثم عطف عليه قوله : وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم فذمهم على الاستئذان في التخلف عن الجهاد من غير عذر . ثم ذكر المعذورين من المؤمنين ، فذكر الضعفاء وهم الذين يضعفون عن الجهاد بأنفسهم لزمانة ، أو عمى ، أو سن ، أو ضعف في الجسم ، وذكر المرضى وهم الذين بهم أعلال مانعة من النهوض ، والخروج للقتال ، وعذر الفقراء الذين لا يجدون ما ينفقون ، وكان عذر هؤلاء ومدحهم بشريطة النصح لله ورسوله ؛ لأن من تخلف منهم وهو غير ناصح لله ورسوله بل يريد التضريب والسعي في إفساد قلوب من بالمدينة لكان مذموما مستحقا للعقاب .

ومن النصح لله تعالى حث المسلمين على الجهاد وترغيبهم فيه والسعي في إصلاح ذات بينهم ونحوه مما يعود بالنفع على الدين ، ويكون مع ذلك مخلصا لعمله من الغش ؛ لأن ذلك هو النصح ، ومنه التوبة النصوح .

التالي السابق


الخدمات العلمية