بسم الله الرحمن الرحيم
[ ص: 55 ] آ. (1) قوله : اقرأ : العامة على سكون الهمزة أمرا من القراءة. وقرأ في رواية عاصم الأعشى براء مفتوحة، وكأنه قلب الهمزة ألفا كقولهم: قرا يقرا نحو: سعى يسعى، فلما أمر منه حذف الألف على حد حذفها من اسع، وهذا كقول زهير:
4603 - . . . . . . . . . . . . . . . . . وإلا يبد بالظلم يظلم
وقد تقدم تحريره.
قوله: باسم ربك يجوز فيه أوجه، أحدها: أن تكون الباء للحال، أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك، قل باسم الله، ثم اقرأ، قاله [ ص: 56 ] . الثاني: أن الباء مزيدة والتقدير: اقرأ اسم ربك، كقوله: الزمخشري
4604 - . . . . . . . . . . . . . . . . . . سود المحاجر لا يقرأن بالسور
وقيل: الاسم صلة، أي: اذكر ربك، قالهما الثالث: أن الباء للاستعانة والمفعول محذوف تقديره: اقرأ ما يوحى إليك مستعينا باسم ربك. الرابع: أنها بمعنى "على" ، أي: اقرأ على اسم ربك كما في قوله: أبو عبيدة. وقال اركبوا فيها بسم الله قاله وقد تقدم أول هذا الموضوع: كيف قدم هذا الفعل على الجار وقدر متأخرا في بسم الله الرحمن الرحيم ، وتخريج الناس له، فأغنى عن إعادته. الأخفش،
قوله: الذي خلق خلق الإنسان يجوز أن يكون "خلق" الثاني تفسيرا لـ "خلق" الأول يعني أنه أبهمه أولا، ثم فسره ثانيا بخلق الإنسان تفخيما لخلق الإنسان. ويجوز أن يكون حذف المفعول من الأول، تقديره: خلق كل شيء لأنه مطلق فيتناول كل مخلوق.