الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وقعت حية عليه فدفعها عن نفسه فسقطت على آخر فدفعها عن نفسه فوقعت على ثالث فلسعته ) أي الثالث ( فهلك ) فعلى من الدية ؟ هكذا سئل أبو حنيفة بحضرة جماعة ، فقال : لا يضمن الأول لأن الحية لم تضر الثاني ، وكذلك لا يضمن الثاني والثالث لو كثروا وأما الأخير ( فإن لسعته مع سقوطها ) فورا ( من غير مهلة فعلى الدافع الدية ) لورثة الهالك ( وإلا ) تلسعه فورا ( لا ) يضمن دافعها عليه أيضا فاستصوبوه جميعا ، وهذه من مناقبه رضي الله عنه صيرفية ومجمع الفتاوى . قال المصنف : وبهذا التفصيل أجبت في حادثة الفتوى ، وهي أن كلبا عقورا وقع على آخر فألقاه على الثاني والثاني على الثالث ، والله أعلم .

التالي السابق


( قوله بحضرة جماعة ) منهم الثوري وابن أبي ليلى وشريك بن عبد الله منح ( قوله لو كثروا ) أي الدافعون ( قوله فعلى الدافع الدية ) أي على الدافع الأخير الدية . قال الرملي : وتتحملها العاقلة كما هو ظاهر تأمل ا هـ ( قوله وهذه من مناقبه ) فإن فقهاء زمانه أخطئوا فيها منح




الخدمات العلمية