ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين    [الأنبياء : 81] . 
[81] ولسليمان  أي : وسخرنا لسليمان الريح  وهي هواء متحرك ، وهو جسم لطيف يمتنع بلطفه من القبض عليه ، ويظهر للحس بحركته ، وتذكر وتؤنث . قرأ  أبو جعفر   : (الرياح ) بألف بعد الياء على  [ ص: 380 ] الجمع ، والباقون : بغير ألف على التوحيد عاصفة  قوية . 
تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها  هي الشام  ، فكانت تسير به وبجنده على البساط ، وكان عرضه فرسخا في فرسخ ، منسوج بإبريسم ، عملته له الجن -حيث شاء ، ثم يعود من يومه إلى منزله ، وكان يقيل بمكان بينه وبينه شهر ، ويمسي بآخر بينه وبينه شهر ، وكان يغدو من إيلياء  فيقيل بإصطخر  ، ثم يروح منها فيكون رواحها بكابل ، وكان مقامه بتدمر ، بناها له الشياطين بالصفاح والعمد وألوان الرخام . 
وكنا بكل شيء  علمناه . 
عالمين  بصحة التدبير فيه ، فنفعل مقتضى الحكمة . 
* * * 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					