[ ص: 175 ] وقالت امرأت فرعون قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون .
[9] وأحبه فرعون وزوجته آسية بنت مزاحم وابنته حبا شديدا، فقال الغواة من قوم فرعون: أيها الملك! إن ذلك المولود الذي تحذر منه من بني إسرائيل هو هذا، رمي به في البحر فرقا، فاقتله، فهم فرعون بقتله، فثبطته عنه آسية، وكانت من خيار النساء من بنات الأنبياء من بني إسرائيل، وكانت أما للمساكين، ترحمهم وتتصدق عليهم.
وقالت امرأت فرعون قرت أي: هو قرة عين لي ولك وقف ، ابن كثير ، وأبو عمرو ، والكسائي : (امرأه) (قره) بالهاء فيهما . ويعقوب
لا تقتلوه قال - صلى الله عليه وسلم -: لو قالت يومئذ: قرة عين لي كما هو لك، لهداه الله كما هداها ، فاستوهبت آسية موسى من فرعون، فوهبها إياه، فتوسمت فيه النجابة.
فقالت: عسى أن ينفعنا في مهامنا أو نتخذه ولدا نتبناه.
وهم لا يشعرون أن هلاكهم على يده، وسمته آسية موسى; لأن تابوته وجد بين الماء والشجر، والماء في لغتهم (مو)، والشجر (شا).
قال : لو أن عدو الله قال في موسى كما قالت ابن عباس آسية: عسى [ ص: 176 ] أأن ينفعنا ، لنفعه الله، ولكنه أبى; للشقاء الذي كتبه الله عليه .
* * *