إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين .
[76] إن قارون كان من قوم موسى هو اسم أعجمي; كهارون، فلذلك لم ينصرف، وهو ابن عم موسى على الأشهر; لأنه يصهر بن فاهث بن لاوى بن يعقوب ، وموسى بن عمران بن فاهث، وفد من بني إسرائيل بإجماع، وآمن بموسى، واتبعه، وكان يلقب: المنور; لحسن صوته، وكان يقرأ التوراة من قلبه، وكان عاملا لفرعون.
فبغى عليهم ترفع وجاوز الحد على بني إسرائيل، بظلمه وكفره وكثرة ماله، وخالف موسى، وكذبه.
وآتيناه من الكنوز الأموال المدخرة ما إن مفاتحه (ما) موصولة، و (مفاتحه) جمع مفتاح -بالكسر-، وهو الذي يفتح به الباب.
لتنوء بالعصبة أولي القوة أي: تثقلهم، وتميل بهم إذا حملوها، وكان فقيرا جدا، فتعلم صنعة الكيمياء من كلثوم أخت موسى، وكانت تعرف ذلك، فرزق مالا عظيما يضرب به المثل على طول الدهر، وكان مفاتيح كنوزه تحمل على أربعين بغلا، وقيل غير ذلك.
إذ قال له قومه متعلق بقوله فبغى عليهم والمراد بقومه: المؤمنون منهم لا تفرح بحطام الدنيا. [ ص: 218 ]
إن الله لا يحب الفرحين البطرين بالمال، ولم يشكروا على ما أعطوا.