أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون .
[2] أحسب الناس قرأ : (آلم احسب الناس) بفتح الميم وحذف الهمزة، وإلقاء حركتها على الميم تخفيفا، ويجوز بالمد والقصر في (ميم) كما تقدم عن الجمهور حالة الوصل في أول سورة آل ورش عمران ، [ ص: 229 ] لكن الوصل هنا مختص بمذهب ، وقرأ الباقون: بإسكان الميم وفتح الهمزة . ورش
أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون استفهام تقريع وتوبيخ، والمعنى: أظنوا تركهم غير مفتونين; لقولهم: آمنا؟! والفتنة: الامتحان بالشدائد، تلخيصه: لا بد من امتحانهم، وإذا أحب الله عبدا، جعله للبلاء غرضا.
نزلت في قوم من المؤمنين كانوا بمكة، وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام، فكانت صدورهم تضيق لذلك ، فنزلت الآية تسلية ومعلمة أن هذه سيرة الله في عباده اختبارا للمؤمنين; ليعلم الصادق، ويرى ثواب الله له، ويعلم الكاذب، ويرى عقاب الله إياه.
قال : وهذه الآية وإن كانت نزلت بهذا السبب في هذه الجماعة، فهي في معناها باقية في أمة ابن عطية محمد - صلى الله عليه وسلم - موجود حكمها بقية الدهر .