ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد .
[12] ولقد آتينا لقمان وهو ابن ناعور ابن أخت أيوب عليه السلام، وقيل غير ذلك الحكمة العقل والعلم، ولم يكن نبيا، وكان قاضيا في بني إسرائيل في زمن داود عليه السلام، روي أنه خيره الله بين النبوة والحكمة، فاختار الحكمة.
وروي عن : أنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ابن عمر حقا أقوله، لم يكن لقمان نبيا، ولكن كان عبدا كثير التفكر، حسن اليقين، أحب الله تعالى، فأحبه، فمن عليه بالحكمة انتهى، وكان يؤازر داود; لحكمته، وعاش ألف سنة، وقبر لقمان بقرية صرفند ظاهر مدينة رملة فلسطين، وعليه مشهد، وهو مقصود للزيارة، وقال : قبره قتادة بالرملة ما بين مسجدها وسوقها، وهناك قبور سبعين نبيا ماتوا بعد لقمان جوعا في يوم واحد، أخرجهم بنو إسرائيل من القدس، فألجؤوهم إلى الرملة، ثم أحاطوا بهم هناك، فتلك قبورهم.
أن اشكر لله أي: وقلنا له: أن اشكر لله على ما أعطاك من الحكمة.
قرأ ، نافع ، وأبو جعفر ، وابن كثير ، وابن عامر ، والكسائي : (أن اشكر) بضم النون في الوصل، والباقون: بالكسر . [ ص: 305 ] وخلف
ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه لأن ثوابه له.
ومن كفر نعمة ربه فإن الله غني حميد عن خلقه حميد محمود على صنعه.
* * *