[ ص: 472 ] إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون .
[14] إذ أرسلنا أي: أرسل عيسى بأمرنا إليهم اثنين هما يوحنا ويونس; ليدعواهم إلى الإسلام، فقربا منها، فرأيا شيخا، وهو حبيب النجار، فأخبراه خبرهما، فقال: هل من آية؟ قالا: نبرئ الأكمه والأبرص والمريض، فأبرأا خلقا كثيرا، فدعاهما الملك، واسمه أنطيخس، وكان من ملوك الروم يعبد الأصنام، فقال: لم جئتما؟ قالا: ندعوك إلى عبادة الرحمن، فقال: ألنا رب سوى آلهتنا؟ قالا: نعم، من أوجدك وآلهتك، فقال: قوما حتى أنظر في أمركما، فذهبا عنه.
فكذبوهما وضربوهما وحبسوهما.
فعززنا قرأ عن أبو بكر : بتخفيف الزاي; من عزه: غلبه، فالمفعول محذوف; أي: غلبنا أهل المدينة عاصم بثالث وقرأ الباقون: بتشديدها ; من القوة، والمفعول محذوف أيضا; أي: قوينا المرسلين برسول ثالث، وهو شمعون الصفا رأس الحواريين; لأن عيسى بعثه بعد الرسولين تقوية لهما، فتوصل إلى أن أنس به الملك، فقال له يوما: سمعت إنك حبست رجلين، فهل سمعت ما يقولان؟ قال: لا، فأحضرهما، فقال لهما شمعون: من أرسلكما؟ قالا: الله، قال: صفاه وأوجزا، قالا: يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، فدعا بغلام مطموس العينين موضع عينيه كالجبهة، فدعوا الله، فانشق له بصره، فقال شمعون للملك: ادع إلهك [ ص: 473 ] حتى يصنع كذلك، فيكون لك وله الشرف، فقال له: ليس لي دونك سر، إن إلهي لا يسمع ولا يبصر، ولا ينفع ولا يضر، ثم قال لهما شمعون: إن قدر إلهكما على إحياء ميت، آمنا به، فجيء بميت من سبعة أيام، فدعوا علانية، وشمعون سرا، فحيي الغلام فقال: دخلت في سبعة أودية من نار، وأنا أحذركم ما أنتم فيه، فآمنوا، وقال: فتحت أبواب السماء، فرأيت شابا يشفع لهؤلاء الثلاثة، قال الملك: ومن هم؟ قال: شمعون، وهذان، فآمن الملك وبعض أصحابه بعد أن أخبره شمعون بالحال، وكفر آخرون.
فقالوا أي: رسل عيسى .
إنا إليكم أي: أهل أنطاكية مرسلون .
* * *