الوجه الخامس عشر: أن فإن كان من لوازم هذا كون علمه بنفسه ليس هو نفسه، فلازم الحق حق، والتزام هذا هو من التزام كون المخلوق هو نفس علم الخالق، وإن لم يكن من لوازم هذا كون علمه بنفسه هو نفسه، فقد بطلت الحجة. [ ص: 75 ] يقال بأن العلم بالمخلوق ليس هو المخلوق علم ضروري، لا يمكن دفعه بالشبهات، بل القدح فيه سفسطة.
وهذا بين جدا إذا تصور الإنسان نتيجة مقدماته. وهو قوله: فإذن وجود المعلول الأول هو نفس تعقل الأول إياه. فهل يقول هذا من يتصور ما يقول؟ ويقول مع ذلك: إن الله أبدع شيئا من الأشياء، فيقول: إن نفس مبدعه المفعول المصنوع المخلوق المباين له هو نفس علمه.
وطرد هذا أن تكون السموات والأرض هي نفس علمه بالسماوات والأرض، والإنسان هو علم الله بالإنسان.
والإنسان مولود كان في بطن أمه، فيكون علم الله مولودا كان في بطن أمه. فهل قالت النصارى مثل هذا القول الباطل؟!