ثم ذكر حديث يوسف بن عطية الصفار، عن عن [ ص: 355 ] قتادة، وهو وهم، فإن أنس، يوسف ضعيف، والثقات عن ذكروه عن قتادة أبي قلابة.
ثم ذكر حديث الذي رواه أبي هريرة فقال: حدثنا الخلال، محمد بن غيلان، حدثنا قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة «رأيت ربي في منامي في أحسن [ ص: 356 ] صورة» ثم ذكر مثله.
وأما حديث أم الطفيل فإنكار له لكونه لم يعرف بعض رواته، لا يمنع أن يكون عرفه بعد ذلك، ومع هذا فأمره بتحديثه به لكون معناه موافقا لسائر الأحاديث كحديث أحمد معاذ وغيرهما، وهذا معنى قول وابن عباس إنما يروى هذا الحديث وإن كان في إسناده شيء تصحيحا لغيره؛ ولأن الخلال: الجهمية تنكر ألفاظه التي قد رويت في غيره ثابتة، فروي ليبين أن الذي أنكروه تظاهرت به الأخبار، واستفاضت، وكذلك قول أبي بكر عبد العزيز فيه وهاء، ونحن قائلون به، أي: لأجل ما ثبت من موافقته لغيره الذي هو ثابت، لا أنه يقال بالواهي من غير حجة، فإن ضعف إسناد الحديث لا يمنع أن يكون متنه ومعناه حقا، ولا يمنع أيضا أن يكون له من الشواهد والمتابعات ما يبين صحته، ومعنى الضعيف عندهم أنا لم نعلم أن راويه عدل، أو لم نعلم أنه ضابط، فعدم علمنا بأحد [ ص: 357 ] هذين يمنع الحكم بصحته لا يعنون بضعفه أنا نعلم أنه باطل، فإن هذا هو الموضوع، وهو الذي يعلمون أنه كذب مختلق، فإذا كان الضعيف في اصطلاحهم عائدا إلى عدم العلم فإنه يطلب له اليقين والتثبيت، فإذا جاء من الشواهد بالأخبار الأخرى وغيرها ما يوافقه صار ذلك موجبا للعلم بأن راويه صدق فيه، وحفظه، والله تعالى أعلم.