الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو ابتدأ الشاهدان على قطاع الطريق ، فقالا : نشهد أن هؤلاء قطعوا على [ ص: 373 ] هؤلاء الطريق ، وأخذوا من الأموال كذا ، وقتلوا من النفوس كذا قبلت شهادتهما : لأنهما قد يكونان بمعزل عن المدعين فيشاهدوا قطع الطريق ، ولا يسألهم الحاكم هل كانا معهم أم لا ؟ وقال بعض العراقيين : لا يحكم بشهادتهما حتى يسألهما ، هل كانا مع القوم أم لا ؟ فإن قالا : لا . حكم لها . وإن قالا : نعم . لم يحكم : لأن ما احتمل القبول والرد لم يحكم به مع الاحتمال . وهذا ليس بصحيح : لأن ظاهر العدالة تصرف الشهادة إلى الصحة دون الفساد ، كما أن الظاهر صدقهما ، وإن جاز كذبهما . فلم يجز أن يجعل الاحتمال طريقا إلى ردها إذا أوجب الظاهر قبولهما .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية