الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل :

                                                                                                                                            وإذا التقى رجلان أو زحفان فتقاتلا ظلما على عصبية ، وطلب كل واحد منهما نفس الآخر وماله ، فكل قاتل منهما ظالم ، وكل مقتول منهما مظلوم ، يقاد من قاتله ويكونان متساويين في الظلم قبل القتل : لاشتراكهما في التعدي بالقتال ، ومختلفين بعد القتل فيصير القاتل ظالما والمقتول مظلوما : لأن التعدي صار بالقتل متعينا في القاتل دون المقتول . وعلى هذا المعنى : يحمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا التقى المسلمان بسيفهما ، فالقاتل والمقتول في النار يعني لظلمهما بالقتال ، ثم صار القاتل أكثر ظلما بالقتل فصار وعيده أغلظ . والله أعلم .

                                                                                                                                            فأما كلام المزني فقد أصاب في جوابه ، ووهم على الشافعي في تأويله ، والحكم فيه على ما مضى ، وبالله التوفيق .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية