الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( ولا عاقلة للعجم ) وبه جزم في الدرر قاله المصنف لعدم تناصرهم وقيل لهم عواقل لأنهم يتناصرون كالأساكفة والصيادين والصرافين والسراجين فأهل محلة القاتل وصنعته عاقلته وكذلك طلبة العلم .

قلت : وبه أفتى الحلواني وغيره خانية زاد في المجتبى : والحاصل أن التناصر أصل في هذا الباب ومعنى التناصر أنه إذا حزبه أمر قاموا معه في كفايته . وتمامه فيه .

وفي تنوير البصائر معزيا للحافظية والحق أن التناصر فيهم بالحرف فهم عاقلته إلى آخره فليحفظ وأقره [ ص: 647 ] القهستاني لكن حرر شيخ مشايخنا الحانوتي أن التناصر منتف الآن لغلبة الحسد والبغض وتمني كل واحد المكروه لصاحبه فتنبه . قلت : وحيث لا قبيلة ولا تناصر فالدية في ماله أو بيت المال .

التالي السابق


( قوله ولا عاقلة للعجم ) جمع عجمي وهو خلاف العربي وإن كان فصيحا مغرب ( قوله وبه جزم في الدرر ) وهو قول أبي بكر البلخي وأبي جعفر الهندواني ، لأن العجم لم يحفظوا أنسابهم ، ولا يتناصرون فيما بينهم ، وليس لهم ديوان وتحمل الجناية على الغير عرف ، بخلاف القياس في حق العرب ، وبه أخذ الأستاذ ظهير الدين خانية ( قوله عاقلته ) أي إذا كانوا يتناصرون فيما بينهم ط ، ولا تنس ما مر من أنه لا يؤخذ في كل سنة من كل واحد من العاقلة أكثر من درهم أو درهم وثلث ( قوله إذا حزبه أمر ) في المغرب حزبهم أمر أصابهم من باب طلب ( قوله وتمامه فيه ) حيث قال : وإن كان له متناصرون من أهل الديوان والعشيرة والمحلة والسوق ، فالعاقلة أهل الديوان ثم العشيرة ثم أهل المحلة وبه قالالناطفي ط ( قوله والحق إلخ ) [ ص: 647 ] قلت : المدار على التناصر كما ذكروه فمتى وجد بطائفة فهم عاقلته وإلا فلا ط ( قوله لكن حرر إلخ ) هو تأييد لما جزم به في الدرر ( قوله فالدية في ماله ) أي عند عدم وجود بيت المال أو عدم انتظامه كما قدمناه والله تعالى أعلم .




الخدمات العلمية