الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( nindex.php?page=treesubj&link=17972أحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن ) وجاز nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية بعلي ورشيد من الأسماء المشتركة ويراد في حقنا غير ما يراد في حق الله تعالى لكن التسمية بغير ذلك في زماننا أولى لأن العوام يصغرونها عند النداء كذا في السراجية وفيها ( ومن كان nindex.php?page=treesubj&link=25874اسمه محمدا لا بأس بأن يكنى أبا القاسم ) لأن قوله عليه الصلاة والسلام " { nindex.php?page=hadith&LINKID=20443سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي } " قد نسخ لأن nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه كنى ابنه nindex.php?page=showalam&ids=12691محمد بن الحنفية أبا القاسم .
( قوله أحب الأسماء إلخ ) هذا لفظ حديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا . قال المناوي وعبد الله : أفضل مطلقا حتى من عبد الرحمن ، وأفضلها بعدهما محمد ، ثم أحمد ثم إبراهيم ا هـ . وقال أيضا في موضع آخر : ويلحق بهذين الاسمين أي عبد الله وعبد الرحمن ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك ، وتفضيل التسمية بهما محمول على من أراد nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمي بالعبودية ، لأنهم كانوا يسمون عبد شمس وعبد الدار ، فلا ينافي أن اسم محمد وأحمد أحب إلى الله تعالى من جميع الأسماء ، فإنه لم يختر لنبيه إلا ما هو أحب إليه هذا هو الصواب ولا يجوز حمله على الإطلاق ا هـ . وورد " { من ولد له مولود فسماه محمدا كان هو ومولوده في الجنة } " رواه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن أمامة رفعه قال السيوطي : هذا أمثل حديث ورد في هذا الباب وإسناده حسن ا هـ . وقال السخاوي : وأما قولهم خير الأسماء ما عبد وما حمد فما علمته ( قوله وجاز التسمية بعلي إلخ ) الذي في التتارخانية عن السراجية nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية باسم يوجد في كتاب الله تعالى كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائزة إلخ ، ومثله في المنح عنها وظاهره الجواز ولو معرفا بأل .
( قوله لكن التسمية إلخ ) قال nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث : لا أحب للعجم أن يسموا عبد الرحمن وعبد الرحيم ; لأنهم لا يعرفون تفسيره ، ويسمونه بالتصغير تتارخانية وهذا مشتهر في زماننا ، حيث ينادون من اسمه عبد الرحيم وعبد الكريم أو عبد العزيز مثلا فيقولون : رحيم وكريم وعزيز بتشديد ياء التصغير ومن اسمه عبد القادر قويدر وهذا مع قصده كفر . ففي المنية : من nindex.php?page=treesubj&link=17972ألحق أداة التصغير في آخر اسم عبد العزيز أو نحوه مما أضيف إلى واحد من الأسماء الحسنى إن قال ذلك عمدا كفر وإن لم يدر ما يقول ولا قصد له لم يحكم بكفره ومن سمع منه ذلك يحق عليه أن يعلمه ا هـ . وبعضهم يقول : رحمون لمن اسمه عبد الرحمن ، وبعضهم كالتركمان يقول حمور ، وحسو لمن اسمه محمد وحسن ، وانظر هل يقال الأولى لهم ترك التسمية بالأخيرين لذلك ( قوله ولا تكنوا ) بفتح النون المشددة ماضي تكنى ، وهو على حذف إحدى التاءين أي لأن اليهود كانوا ينادون يا أبا القاسم ، فإذا التفت صلى الله عليه وسلم قالوا لا نعنيك ط لكن قوله ماضي تكنى صوابه مضارع تكنى كما لا يخفى ( قوله قد نسخ ) لعل وجهه زوال علة النهي السابقة بوفاته عليه الصلاة والسلام تأمل .
[ تتمة ]
nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية باسم لم يذكره الله تعالى في عبادة ولا ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يستعمله المسلمون تكلموا فيه ، والأولى أن لا يفعل . وروي : إذا ولد لأحدكم ولد فمات فلا يدفنه حتى يسميه إن كان ذكرا باسم [ ص: 418 ] الذكر وإن كان أنثى فباسم أنثى وإن لم يعرف فباسم يصلح لهما : ولو كنى ابنه الصغير بأبي بكر وغيره كرهه بعضهم وعامتهم لا يكره لأن الناس يريدون به التفاؤل تتارخانية .
{ nindex.php?page=hadith&LINKID=108461وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الحسن جاءه رجل يسمى أصرم فسماه زرعة وجاءه آخر اسمه المضطجع فسماه المنبعث ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر رضي الله عنه بنت تسمى عاصية فسماها جميلة } ، ولا يسمى الغلام يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا بأفلح ولا بركة فليس من المرضي أن يقول الإنسان عندك بركة فتقول لا ، وكذا سائر الأسماء ، ولا يسميه حكيما ، ولا أبا الحكم ولا أبا عيسى ولا عبد فلان ولا يسميه بما فيه تزكية نحو الرشيد والأمين فصول العلامي . أي لأن الحكم من أسمائه تعالى فلا يليق إضافة الأب إليه أو إلى عيسى .
أقول : ويؤخذ من قوله ولا عبد فلان منع nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية بعبد النبي ونقل المناوي عن الدميري أنه قيل بالجواز بقصد التشريف بالنسبة ، والأكثر على المنع خشية اعتقاد حقيقة العبودية كما لا يجوز عبد الدار ا هـ . ومن قوله ولا بما فيه تزكية المنع عن نحو محيي الدين وشمس الدين مع ما فيه من الكذب وألف بعض المالكية في المنع منه مؤلفا وصرح به nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في شرح الأسماء الحسنى وأنشد بعضهم فقال :
أرى الدين يستحيي من الله أن يرى وهذا له فخر وذاك نصير فقد كثرت في الدين ألقاب عصبة هم في مراعي المنكرات حمير وإني أجل الدين عن عزه بهم وأعلم أن الذنب فيه كبير
ونقل عن الإمام النووي أنه كان يكره من يلقبه بمحيي الدين ، ويقول لا أجعل من دعاني به في حل ومال إلى ذلك العارف بالله تعالى الشيخ سنان في كتابه تبيين المحارم ، وأقام الطامة الكبرى على المتسمين بمثل ذلك ، وأنه من التزكية المنهي عنها في القرآن . ومن الكذب قال ونظيره ما يقال للمدرسين بالتركي أفندي وسلطان ونحوه ثم قال فإن قيل : هذه مجازات صارت كالأعلام ، فخرجت عن التزكية . فالجواب : أن هذا يرده ما يشاهد من أنه إذا نودي باسمه العلم وجد على من ناداه به فعلم أن التزكية باقية ، وقد كان الكبار من الصحابة وغيرهم ينادون بأعلامهم ولم ينقل كراهتهم لذلك ، ولو كان فيه ترك تعظيم للعلم وأهله لنهوا عنه من ناداهم بها ا هـ . ملخصا . وقد أطال بما ينبغي مراجعته .
( قوله أحب الأسماء إلخ ) هذا لفظ حديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وأبو داود والترمذي وغيرهم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر مرفوعا . قال المناوي وعبد الله : أفضل مطلقا حتى من عبد الرحمن ، وأفضلها بعدهما محمد ، ثم أحمد ثم إبراهيم ا هـ . وقال أيضا في موضع آخر : ويلحق بهذين الاسمين أي عبد الله وعبد الرحمن ما كان مثلهما كعبد الرحيم وعبد الملك ، وتفضيل التسمية بهما محمول على من أراد nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمي بالعبودية ، لأنهم كانوا يسمون عبد شمس وعبد الدار ، فلا ينافي أن اسم محمد وأحمد أحب إلى الله تعالى من جميع الأسماء ، فإنه لم يختر لنبيه إلا ما هو أحب إليه هذا هو الصواب ولا يجوز حمله على الإطلاق ا هـ . وورد " { من ولد له مولود فسماه محمدا كان هو ومولوده في الجنة } " رواه nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن أمامة رفعه قال السيوطي : هذا أمثل حديث ورد في هذا الباب وإسناده حسن ا هـ . وقال السخاوي : وأما قولهم خير الأسماء ما عبد وما حمد فما علمته ( قوله وجاز التسمية بعلي إلخ ) الذي في التتارخانية عن السراجية nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية باسم يوجد في كتاب الله تعالى كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائزة إلخ ، ومثله في المنح عنها وظاهره الجواز ولو معرفا بأل .
( قوله لكن التسمية إلخ ) قال nindex.php?page=showalam&ids=11903أبو الليث : لا أحب للعجم أن يسموا عبد الرحمن وعبد الرحيم ; لأنهم لا يعرفون تفسيره ، ويسمونه بالتصغير تتارخانية وهذا مشتهر في زماننا ، حيث ينادون من اسمه عبد الرحيم وعبد الكريم أو عبد العزيز مثلا فيقولون : رحيم وكريم وعزيز بتشديد ياء التصغير ومن اسمه عبد القادر قويدر وهذا مع قصده كفر . ففي المنية : من nindex.php?page=treesubj&link=17972ألحق أداة التصغير في آخر اسم عبد العزيز أو نحوه مما أضيف إلى واحد من الأسماء الحسنى إن قال ذلك عمدا كفر وإن لم يدر ما يقول ولا قصد له لم يحكم بكفره ومن سمع منه ذلك يحق عليه أن يعلمه ا هـ . وبعضهم يقول : رحمون لمن اسمه عبد الرحمن ، وبعضهم كالتركمان يقول حمور ، وحسو لمن اسمه محمد وحسن ، وانظر هل يقال الأولى لهم ترك التسمية بالأخيرين لذلك ( قوله ولا تكنوا ) بفتح النون المشددة ماضي تكنى ، وهو على حذف إحدى التاءين أي لأن اليهود كانوا ينادون يا أبا القاسم ، فإذا التفت صلى الله عليه وسلم قالوا لا نعنيك ط لكن قوله ماضي تكنى صوابه مضارع تكنى كما لا يخفى ( قوله قد نسخ ) لعل وجهه زوال علة النهي السابقة بوفاته عليه الصلاة والسلام تأمل .
[ تتمة ]
nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية باسم لم يذكره الله تعالى في عبادة ولا ذكره رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يستعمله المسلمون تكلموا فيه ، والأولى أن لا يفعل . وروي : إذا ولد لأحدكم ولد فمات فلا يدفنه حتى يسميه إن كان ذكرا باسم [ ص: 418 ] الذكر وإن كان أنثى فباسم أنثى وإن لم يعرف فباسم يصلح لهما : ولو كنى ابنه الصغير بأبي بكر وغيره كرهه بعضهم وعامتهم لا يكره لأن الناس يريدون به التفاؤل تتارخانية .
{ nindex.php?page=hadith&LINKID=108461وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير الاسم القبيح إلى الحسن جاءه رجل يسمى أصرم فسماه زرعة وجاءه آخر اسمه المضطجع فسماه المنبعث ، وكان nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر رضي الله عنه بنت تسمى عاصية فسماها جميلة } ، ولا يسمى الغلام يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا بأفلح ولا بركة فليس من المرضي أن يقول الإنسان عندك بركة فتقول لا ، وكذا سائر الأسماء ، ولا يسميه حكيما ، ولا أبا الحكم ولا أبا عيسى ولا عبد فلان ولا يسميه بما فيه تزكية نحو الرشيد والأمين فصول العلامي . أي لأن الحكم من أسمائه تعالى فلا يليق إضافة الأب إليه أو إلى عيسى .
أقول : ويؤخذ من قوله ولا عبد فلان منع nindex.php?page=treesubj&link=17972التسمية بعبد النبي ونقل المناوي عن الدميري أنه قيل بالجواز بقصد التشريف بالنسبة ، والأكثر على المنع خشية اعتقاد حقيقة العبودية كما لا يجوز عبد الدار ا هـ . ومن قوله ولا بما فيه تزكية المنع عن نحو محيي الدين وشمس الدين مع ما فيه من الكذب وألف بعض المالكية في المنع منه مؤلفا وصرح به nindex.php?page=showalam&ids=14979القرطبي في شرح الأسماء الحسنى وأنشد بعضهم فقال :
أرى الدين يستحيي من الله أن يرى وهذا له فخر وذاك نصير فقد كثرت في الدين ألقاب عصبة هم في مراعي المنكرات حمير وإني أجل الدين عن عزه بهم وأعلم أن الذنب فيه كبير
ونقل عن الإمام النووي أنه كان يكره من يلقبه بمحيي الدين ، ويقول لا أجعل من دعاني به في حل ومال إلى ذلك العارف بالله تعالى الشيخ سنان في كتابه تبيين المحارم ، وأقام الطامة الكبرى على المتسمين بمثل ذلك ، وأنه من التزكية المنهي عنها في القرآن . ومن الكذب قال ونظيره ما يقال للمدرسين بالتركي أفندي وسلطان ونحوه ثم قال فإن قيل : هذه مجازات صارت كالأعلام ، فخرجت عن التزكية . فالجواب : أن هذا يرده ما يشاهد من أنه إذا نودي باسمه العلم وجد على من ناداه به فعلم أن التزكية باقية ، وقد كان الكبار من الصحابة وغيرهم ينادون بأعلامهم ولم ينقل كراهتهم لذلك ، ولو كان فيه ترك تعظيم للعلم وأهله لنهوا عنه من ناداهم بها ا هـ . ملخصا . وقد أطال بما ينبغي مراجعته .