الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون .

[8] أفمن زين له أي: لبس عليه وموه سوء عمله فرآه حسنا جميلا; بوسوسة الشيطان. واختلاف القراء في قوله: (فرآه) كاختلافهم في قوله: وإذا رآك الذين كفروا في سورة الأنبياء [الآية: 36] ، والاستحسان لغة: هو اعتقاد الشيء حسنا، وعرفا: العدول بحكم المسألة عن نظائرها لدليل شرعي، وقال به الحنفية، والإمام أحمد في مواضع، وكتب أصحاب مالك مملوءة منه، ولم ينص عليه، وأنكره الشافعي .

فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء تلخيصه: أفمن ضل، كمن هدي؟!

فلا تذهب نفسك عليهم حسرات والحسرة: شدة الحزن على ما فات من الأمر; أي: لا تغتم بكفرهم وهلاكهم إن لم يؤمنوا. قرأ أبو جعفر : [ ص: 442 ]

(تذهب) بضم التاء وكسر الهاء (نفسك) بنصب السين، وقرأ الباقون: بفتح التاء والهاء ورفع السين .

إن الله عليم بما يصنعون فيجازيهم عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية