الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          تحـالف الصهيونيـة مع الفاشـية والنازيـة

          بعد إتمام البحث نشرت بعض الصحف [1] تعريفا بكتاب تحت عنوان: (الصهيونية في زمن الدكتاتورية (لكاتبه اليهودي) ليني برينر (وقام بترجمته والتقديم له د. محجوب عمر، وأصدرته (مؤسسة البحوث العربية) ومثل هـذا البحث لا يجرأ إنسان في الغرب على الخوض فيه، لأنه من الموضوعات التي حرمتها الصهيونية، ولا يستطيع ذلك إلا شخص يتحلى بقدر كبير من الشجاعة واستعداد للتضحية.

          وقد كشف المؤلف عن وثيقة عرفت باسم (أنقره) وفيها أدلة على اتصال الإرهابي (شتيرن) صاحب العصابة التي حملت اسمه، وقد قام بالاتصال أولا بالفاشيين الإيطاليين ثم النازيين الألمان، بهدف التحالف معهم والحرب إلى جانبهم، بشرط المساعدة على قيام دولة إسرائيل، وكان هـذا عام 1940م حين كان نجم (المحور) في صعود وانتصاراتهم تدوي في العالم، وخسارتهم للحرب تبدو بعيدة جدا.

          ففي عام 1940م جرى اتصال بيهودي يعمل مع الشرطة البريطانية في القدس وكان عميلا (لموسليني) . [ ص: 97 ]

          وكان الاتفاق يقضي بأن يعترف ( موسليني ) بدولة عبرية في فلسطين ، وفي مقابل ذلك يحارب اليهود إلى جانب المحور. ولم يكتف (شتيرن) بهذا الاتصال، فأراد أن يكون مع الألمان وبشكل مباشر، لذا أرسل (نفتالي لونستيك) إلى بيروت (وكانت بحكم حكومة (فيشي) التي أقامها المحور في فرنسا) .

          وفي كانون الثاني 1941م قابل (لونستيك) الألمانيين (رودلف روزين وأوتوفرن) الذي كان مسئولا عن الإدارة الشرقية في الخارجية الألمانية. إن تاريخ الوثيقة هـو 11 كانون الثاني 1941م، وكانت جماعة (شتيرن) لا يزالون يعتبرون أنفسهم (الأرجون الحقيقي) . ولم يتبنوا اسم (المقاتلين من أجل الحرية) إلا فيما بعد، (حيث حصل الانشقاق) وفي الوثيقة قالت مجموعة (شتيرن) للنازيين: إن جلاء اليهود عن أوروبا هـو شرط مسبق لحل المسألة اليهودية، وهذا لا يمكن إلا من خلال إقامة الدولة اليهودية وفي حدودها التاريخية، وإن المصالح المشتركة يمكن أن تكون في إقامة نظام جديد في أوروبا، متسق مع المفهوم الألماني والطموحات القومية للشعب اليهودي، كما تجسدها المنظمة العسكرية القومية، وإن التعاون بين ألمانيا الجديدة وبين عبرانية شعبية متجددة ممكن، كما أن إقامة الدولة اليهودية التاريخية على أسس قومية شمولية، ومرتبطة بمعاهدة [ ص: 98 ] مع الرايخ الألماني، ستكون في مصلحة الحفاظ على موقع نفوذ ألماني مستقبلي في الشرق الأوسط وتقويته. وانطلاقا من هـذه الاعتبارات فإن المنظمة العسكرية القومية في فلسطين تحت شرط الاعتراف بالطموحات القومية المذكورة والخاصة بحركة الحرية الإسرائيلية من جانب الرايخ الثالث (هتلر) ، تعرض أن تشارك بنشاط في الحرب إلى جانب ألمانيا) .

          والغريب أن (شتيرن) ويشاركه آخرون يشعرون بأن الصهاينة هـم الذين خانوا المحور وليس العكس.

          وكان على الصهاينة أن يظهروا للمحور أنهم جادون بالدخول في نزاع عسكري مباشر مع بريطانيا ، بحيث يرون ميزة عسكرية محتملة في تحالفهم مع الصهاينة. وكانت حجة (شتيرن) أنهم لكي يكسبوا كان عليهم أن يتحالفوا مع الفاشيين والنازيين على السواء.

          وقد كان (إسحاق شامير) على علم بذلك كله كما يؤكده (باروخ نادل) المهم أن الصهاينة لم يجدوا عيبا ولا بأسا في التحالف مع هـتلر وموسليني خلال الأعوام (1940 -1941) وهي سنوات النصر الكبرى بالنسبة (للمحور) .

          وعلى العكس راحوا يطالبون بمحاكمة المفتى ( أمين الحسيني ) بحجة تحالفه مع هـتلر . [ ص: 99 ]

          إن الحرب بين النازية واليهود، لم تمنع الصهاينة من التحالف، حين كان المتصور هـو نجاح المحور.

          إذن فالتحالف جائز مع كل أحد حتى مع الشيطان، ما دام قويا، واليوم يملئون الأرض شكاية من هـتلر وما فعله باليهود، وقد قبضوا ألوف الملايين ثمنا لهذا الصخب واللجاجة في اتهام الألمان، وراحوا يحاربون كل شخص لا يعجبهم ويتهمونه بالتعاون مع النازيين، وآخرهم (فالد هـايم) .

          وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا لم تستحي فاصنع ما شئت. )

          يقول المؤرخ هـنريش ترتيشكا: [2] (إن اليهودي يخلق من يهوديته أكثر من مشكلة سياسية دقيقة، إنه يتحاشى أي نقد، فمن يجرؤ اليوم على ذم اليهود؟ إن الذي يتناول المسألة اليهودية لن يسلم من افتراس وتمزيق كلاب الحراسة اليهودية، فاليهود معصومون من النقد... هـذا هـو قانون اليهود، فليس من الجائز توجيه النقد إلى اليهود... إنه محظور.

          وللأسف فإن كلاب اليهود تنتشر في العالم، وبعضها يتربع على كراسي الحكم، ويتكلم باسم الشعب والعدل، [ ص: 100 ] وقد يوصف بالزعيم الملهم وهو قبل هـذا وبعده (كلب حراسة ليس إلا!!.

          التالي السابق


          الخدمات العلمية