الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          الاستقلال الصهيوني والتبعية في آن واحد

          حين قام الاستعمار الغربي بإنشاء مستعمرات خارج وطنه، كانت مرتبطة بالوطن الأم، لذا ما أن واجه البيض الضغط، حتى تركوا المستعمرات كليا، ورجعوا إلى أوطانهم، واليوم لا يوجد منهم إلا بضعة ألوف في روديسيا (زمبابوي) ، والاستثناء الوحيد هـم العنصريون في جنوب أفريقيا، أما من عداهم في أفريقيا وأسيا فلا وجود له. في إسرائيل حصل العكس، يضايق الفلسطيني ويرهب حتى يهاجر، وإلا طرد وأبعد، وهذا لا نظير له، وفي نفس الوقت تسعى إسرائيل للاستقلال عن الدول الحامية لها، مع الاحتفاظ بالعلاقات المفيدة، [ ص: 135 ] كتبادل المعلومات والاستخبارات، وتنقل رءوس الأموال وما أشبه، مما يعود على الدولة اليهودية بالفائدة، أو يمنحها وضعا أفضل.

          وهنا يتطابق الموقف مع العنصريين في جنوب أفريقيا، إذ استقلوا منذ عام 1910، وقطعوا صلتهم بالوطن الأم، لذا فهم يرددون: لا وطن لنا، ولن نخرج حتى نموت أو نموت غيرنا.

          وإسرائيل ما زالت تسير في الاتجاهين معا: تعميق الاستقلال، وتمتين الروابط مع الدول الحامية.

          ولعل السبب أن الصهاينة جاءوا من عدة دول كما هـو حال العنصريين في جنوب أفريقيا، واليهودي ليس له ولاء لأحد، فكلهم (أغيار) أشرار، لا خير فيهم.

          والملاحظ أنه كلما زاد الضغط على الصهاينة ودولتهم ازدادت تبعيتهم (للأسياد) وقد تكهن الإرهابي (جابو تفسكي) [1] بهذا الارتباط نظرا للعداء المحيط بإسرائيل، [ ص: 136 ] إلا أنه تصور التحالف سيكون مع بريطانيا، فأخطأ في ذلك، لأن اليهود طلقوا بريطانيا وتزوجوا أمريكا ، ولا يعرف أحد من يتزوجون غدا.

          التالي السابق


          الخدمات العلمية