الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          قـانـون العـودة

          بتاريخ 5 / 6 /1950م أصدر البرلمان الإسرائيلي (قانون العودة) وقد جاء فيه: [1] (كل يهودي يحق له أن يجيء إلى هـذه الدولة بوصفه مهاجرا ... ) وهذا الحق جاء لمجرد كونه يهوديا، كما قال ابن غوريون، فكل يهودي يحل في فلسطين، فقد كفل له القانون فورا وتلقائيا (صفة مواطن) فإذا كان لا يرغب بذلك فعليه أن يخبر أقرب موظف بذلك.

          فاليهودي الذي يمر بإسرائيل يكسب الجنسية دون علمه، وبدون طلب منه. أما الفلسطيني الذي عاش هـو وأجداده، [ ص: 76 ] ولعدة قرون فلا يكسب الجنسية إلا إذا جاء بألف وثيقة ومستند.

          ومن غرائب هـذا القانون أن كل طفل يهودي يولد في إسرائيل، يصبح مواطنا فورا، مع غض النظر عن جنسية والديه، وإقامتهما.

          والأغرب من كل ذلك أن الأبوين إذا تخليا عن الجنسية الإسرائيلية، فالتخلي لا يشمل الطفل الصغير، إلا إذا جرى ضمه صراحة في إعلان التخلي عن الجنسية، مع أن القاعدة بأن التابع لا يفرد في الحكم. وكل هـذا يعني أن الجنسية الإسرائيلية مفروضة على اليهود، أكثر من أن تكون حقا مكتسبا، وفي نفس الوقت هـي ممنوعة عن الفلسطيني حتى يكسبها بالطلب. فهل هـناك دولة في القرن العشرين تشرع لكل فئة من مواطنيها قانونا، يختلف عن فئة أخرى؟؟

          وأختم ما تقدم بتعريف طريف للصهيوني [2] بأنه اليهودي الذي يقدم تبرعا ماليا ليهودي ثان، بهدف إرسال يهودي ثالث إلى إسرائيل. [ ص: 77 ]

          التالي السابق


          الخدمات العلمية