الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          بـعـض الأدبيـات اليهـوديـة

          1- أجرى الأديب اليهودي (عاموس عوز) [1] حوارا مع شخصية سياسية هـامة أشار إليها بالحرف (ذد) جاء فيها: ( إنهم يطلقون علينا الآن اصطلاح (اليهود النازيون) يريدون تخويفنا، الضغط علينا عن طريق تشويه صورتنا، ولكني أقول لهم: إنني لا أبالي بهذا الوصف وهل في هـذا الوصف ما يشين؟ إنني لا أريد أن أحصل على إعجاب الأغيار، وفي سبيل ذلك ألجأ إلى أن أسلك سلوك اليهود، إنني لا أريد أن أكون أفضل من الخميني أو بريجنيف أو الأسد، إن كثيرين من مشاهير زعماء العالم كانوا قتلة إرهابيين، فلماذا أكون أنا أفضل منهم من الناحية الخلقية؟ إنني أريد أن تنضم إسرائيل إلى هـذا النادي الذي يضم مجموعة من الزعماء الأقوياء، الذين لا يراعون المبادئ والأخلاق، لأنه حينئذ سيهابنا العالم بدلا من أن يعطف علينا، حقيقة سيبدأ العالم في الارتجاف خوفا من نزواتنا، بدلا من الإعجاب بنبل أخلاقنا، ولكن أتركهم يعوون في العراء، ويصفوننا بأننا أمة من الكلاب المسعورة، [ ص: 101 ] دع العالم كله يعرف أننا لا نتورع عن إثارة حرب عالمية ثالثة إذا قتل أحد سفرائنا في الخارج.

          كان يهود الشتات يدعون أننا نحن الذين تلوثت أيدينا بالدماء في الحرب، وأنهم هـم الأتقياء المتدينون المسالمون الذين لا يعرفون العنف، وإراقة الدماء، أما الآن فهم يتعرضون للانتقاد والهجوم والكراهية، وهذا في صالحنا، لأنهم في النهاية سيرفعون شعارنا القديم الذي يقول: (أيها اليهود، اذهبوا إلى فلسطين) وسيضطرون إلى المجيء إلى هـنا، لأنه لن يكون أمامهم خيار آخر، وسيزداد عدد المهاجرين، إنني لا أهتم بأن يطلقوا علينا أفظع الألقاب، لا يهم فكل شيء محرم مسموح في سبيل البقاء، حتى طرد العرب من الضفة الغربية، فليقولوا عنا: إننا نازيون، ماذا لو قتلنا من العرب مليونا، أو حتى ستة ملايين؟ ماذا سيحدث؟ سيكتب التاريخ عنا صفحتين فقط مجللتين بالسواد، وسيكون ثمن ذلك عظيما، سيأتي إلينا يهود الشتات، ونصبح أمة تعدادها خمسة وعشرون مليونا (يهود العالم خمسة عشر مليونا فقط) أمة تدعو للاحترام، وبعد ذلك سينسى التاريخ، ويأتي أدباؤنا ليكتبوا روايات عظيمة عن المذابح التي ارتكبناها في حق العرب، وسيحصلون على جوائز نوبل مثلما فعل أدباء النازية. [ ص: 102 ]

          والذي سيحدث أنه بالرغم من هـذه الجرائم التي سنرتكبها، سنجد في جميع أنحاء العالم من موسكو إلى بكين إلى واشنطن من يتمسح فينا ويتودد إلينا، ويخطب ودنا، برغم أيادينا الملطخة بالدماء. ما العيب في أن يكون لكل دولة سجل إجرامي، إن كل الدول الكبرى لها مثل هـذا السجل ثم أصبحت الآن محترمة ومتحضرة، ونسيت ماضيها الإجرامي القديم ... . سأعقد معك صفقة مغرية، سأقوم أنا بالدور القذر: القتل والطرد (أي للعرب) وتقوم أنت بالدور الطيب النظيف، ستدعو إلى المظاهرات التي تتعاطف مع مصير العرب السيئ، ستكون أنت الرجل الذي تتشرف به العائلة، وسأكون أنا النقطة السوداء على ثوب ناصع) هـذا الحوار لو أسند إلى أي ألماني نازي لصدقه الناس، ولقالوا في النازية وأصحابها أكثر مما قالوا. ولكن صدق ذلك اليهودي الذي قال بأن الصهاينة تعلموا من هـتلر أكثر مما تعلموا من موسى عليه السلام .

          وإنهم تسحرهم القوة، فهم يعشقونها وليقل العالم عنهم ما شاء. إنهم متعطشون للقتل، وبالملايين.

          الشيء الذي يصعب فهمه لماذا كل هـذا الحقد على الشعب الفلسطيني؟ وهو لم يفعل شيئا، فهو المطرود من أرضه المطارد في كل مكان؟؟. [ ص: 103 ]

          2- لشاءول تشرغوفسكي قصيدة عنوانها (بقوة روحي) يصف فيها شعور اليهودي الصهيوني تجاه الأغيار فيقول [2] :

          يا سيفي أين سيفي، سيفي المنتقم؟

          أعطني سيفي لأنتصر على أعدائي

          أين أعدائي؟ سوف أصرعهم

          وأحطمهم وأقطعهم إربا

          سوف أقطع كالحاصد، وأجتز جذورهم

          سأجعل سيفي يشرب فخورا من دمهم

          ستستحم خطواتي في دماء الصرعى

          وتدوس قدماي على شعر رءوسهم

          سأقطع باليمين وأحصد بالشمال

          فلقد اشتعل غضبي، وصار جحيما

          لقد ضايقني كثيرون، ولكني لن أبقي أحدا بعد المذبحة نعم سأفنيهم حقا

          يا سيفي أين سيفي؟ أين سيفي المنذر؟

          أعطني سيفي، فلن أغمده مرة أخرى

          حتى أذبح كل أعدائي

          لست أطيق الاحتمال، لقد أشرقت [3] روحي [ ص: 104 ]

          وغضبي مشتعل، وقلبي تل يتحرك

          وسرى في عروقي تيار من شرار جارف

          هذه القصيدة أهديها لشعرائنا (المراهقين) الذين ما تزال قلوبهم تطوف حول (صنم) امرأة جميلة.

          وأهديها لبعض الحكام الذين أمسى هـمهم الأول البحث عن متطرفين أصوليين لا وجود لهم إلا في مخيلة الحاكم المريضة.

          وأهديها أخيرا إلى كل ضابط في جيش عربي، عساها تهيج الحماس في قلبه، وتجعله يفكر بالثأر لأمته، وليس بالانقلاب وسرقة كرسي الحكم في ليلة شتاء مظلمة، نام فيها الحارس وأخذ (الضمير) فيها إجازة طويلة. [ ص: 105 ]

          التالي السابق


          الخدمات العلمية