الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          قـرار التقسـيم

          في 29 تشرين الثاني عام1947 م عرض قرار تقسيم فلسطين [ ص: 163 ] بين العرب واليهود، فوافق عليه (33) دولة ورفضه (13) وامتنع عن التصويت (10) وتغيبت دولة واحدة، فمن مجموع (57) دولة وافق (33) على التقسيم.

          وتضمن القرار إقامة دولة عربية، وأخرى يهودية، على أن تكون القدس ، وبيت لحم تحت إدارة دولية. ويومها أعلنت إسرائيل (أقرت الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة قرارا يدعو إلى تأسيس دولة يهودية مستقلة في بلاد إسرائيل...) وبموجب هـذا القرار نعلن تأسيس الدولة اليهودية) .

          وهكذا قامت دولة غريبة، ومع ذلك لم تسمح إلى اليوم بقيام دولة عربية، كما تسمح لنفسها بالخروج على قرارات الأمم المتحدة. وحيث أقرت الهيئة عام 1975م بأن إسرائيل (دولة عنصرية) ما زاد مندوبها أن وقف ومزق القرار، معلنا احتقاره واحتقار الهيئة التي أصدرته، ولولا (الفيتو) الأمريكي لطردت هـذه الدولة منذ سنوات من هـيئة الأمم، لأنها تستخف بها ولا تنفذ قراراتها.

          فالدولة التي لا تحترم هـيئة الأمم، ولا تنفذ قراراتها، بل تمزق بعض هـذه القرارات علنا، أيحق لها أن تأخذ منها ما يحلو لها، وتترك ما لا تحب؟؟ كنت في الثمانينات في جمهورية جنوب أفريقيا ، فرأيت الصحف تحرض الحكومة على عدم الاهتمام بهيئة الأمم وقراراتها، وعدم الالتزام بشيء منها، والحجة أن ثمة دولة صغيرة، قامت بقرار من هـيئة الأمم، ومع ذلك فهي لا تسمع لهذه الهيئة، ولا تنفذ قراراتها، بل لا تحترمها، فلماذا نخاف نحن، لماذا لا نفعل كما تفعل إسرائيل؟؟.

          إن الاستناد لقرار هـيئة الأمم بتقسيم فلسطين، يعني الاعتراف والرضا [ ص: 164 ] بتلك الهيئة وبما أصدرت، وهي اليوم تعاديها كما تعادي اليونسكو وغيرها فكيف يقبل عقلا وقانونا (هذا الانتخاب) بأخذ شق ورفض شق؟ قد يقال: بأن العرب رفضوا هـذا القرار، نعم رفضوه، لأنه سلبهم أرضا لهم، وأعطاها لمهاجرين ليس لهم علاقة بها، وها هـم اليوم عادوا يطالبون بإنفاذ المشروع كما جاء، وإسرائيل ترفضه، لأنها ابتلعت كل فلسطين.

          فكيف تكتسب دولة حقا من قرار ترفضه هـي على الدوام؟؟ ومن هـيئة تعاديها وتحتقرها، وترفض كل ما تقرره؟؟

          التالي السابق


          الخدمات العلمية