4620 - وقال في زيادات مسند أبو بكر بن المقرئ : حدثنا أبي يعلى ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا صفوان بن صالح ، عن سويد بن عبد العزيز عمرو بن خالد الواسطي ، ثنا ، عن زيد بن علي آبائه ، عن رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي ولدينا مزيد فبينما هم كذلك إذ أقبل إلى كل عبد سبعون ألف ملك ، مع كل ملك إناء لا يشبه صاحبه ، وعلى إنائه شيء لا يشبه صاحبه ، يتشاورون أيهم يؤخذ منه ، يقولون : هذا أرسل به إليك ربك ، وهو يقرأ عليك السلام ، قال : وليس من عبدين تواخيا في الله تعالى إلا ومنزلهما متواجهان ، ينظر العبد إلى أقصى منزل أخيه ، غير أنهم إذا أرادوا شيئا من شهوات النساء ، أرخيت بينهم الحجب إذا كان يوم القيامة فرق الله تعالى بين أهل الجنة وبين أهل النار ، وإذا كان يوم اثنين وخميس وضعت منابر من نور حول العرش ، ومنابر من زبرجد وياقوت ، فتقول الملائكة الموكلون بها : رب ، لمن وضعت هذه المنابر ؟ فيلقى على أفواههم : للغرباء ، فيقولون : يا رب ، ومن الغرباء ؟ فيلقى على أفواههم : قوم تحابوا في الله عز وجل من غير أن يروه ، فبينما كذلك إذ أقبل كل رجل منهم أعلم بمجلسه من أحدكم بمجلسه في قبته عند زوجته في دار الدنيا ، ودنوهم من الرب تبارك وتعالى على قدر درجاتهم في الجنة ، فإذا تتام القوم ، فيقول الرب عز وجل : عبيدي ، وخلقي ، وزواري ، والمتحابون في جلالي من غير أن يروني أطعموهم ، فيطعمونهم ، ثم يقول : فكهوهم ، ثم يؤتون بفاكهة فيها من كل شهوة ولذة وريح طيبة ، ثم يقول الرب : اسقوهم ، فيؤتون بآنية لا يدرى الإناء أشد بياضا أو ما فيه ؟ ثم يقول : اكسوهم ، فيؤتون بثمرة تخد الأرض كثدي الأبكار من النساء ، في كل ثمرة سبعون حلة ، لا تشبه الحلة أختها ، ثم يقول : طيبوهم ، فتهب ريح فتملؤهم مسكا أذفر ، لا بشر شم مثله ، فيقول : اكشفوا لهم الغطاء ، وبين الله تعالى وبين أدنى خلقه منه سبعون ألف حجاب من نور ، لا يستطيع أدنى خلقه منه من ملك مقرب أن يرفع رأسه إلى أدنى حجاب منها ، فترفع تلك الحجب ، فيقع القوم سجدا مما يرون من عظمة الله تعالى ، فيقول الرب جل وعلا : ارفعوا رؤوسكم ، فلستم في دار عمل ، [ ص: 704 ] بل أنتم في دار نعمة ومقام ، فلكم مثل الذي أنتم فيه ، ومثله معه ، هل رضيتم عبيدي ؟ فيقولون : رضينا ربنا إن رضيت عنا ، فيرجع القوم إلى منازلهم ، وقد أضعفوا من الجمال والأزواج والمطعم والمشرب ، وكل شيء من أمرهم على ذلك النحو ، فبينا هم كذلك إذا شيء إلى جانبه قد أضاء على صماخيه له من الجمال ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا الذي قال الله تعالى : .
[ ص: 705 ] [ ص: 706 ] [ ص: 707 ]