6149 ص: وقال : -رحمه الله - : ففي هذا الحديث بيع الحر في الدين ، وقد كان ذلك في أول الإسلام يباع من عليه دين فيما عليه من الدين إذا لم يكن له مال يقضيه عن نفسه ، حتى نسخ الله -عز وجل - من الدين ; فقال : أبو جعفر وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وقضى رسول الله -عليه السلام - بذلك في الذي ابتاع الثمار فأصيب فيها ، فكثر
[ ص: 507 ] دينه ، فقال رسول الله -عليه السلام - : " "تصدقوا عليه ، فتصدق عليه ، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه ، فقال رسول الله -عليه السلام - : خذوا ما وجد نفر ، وليس لكم إلا ذلك .
وقد ذكرنا ذلك بأسانيده فيما تقدم من كتابنا هذا .
ففي قول رسول الله -عليه السلام - لغرمائه : "ليس لكم إلا ذلك " دليل على أن لا حق لهم في بيعه ، ولولا ذلك لباعه كما باع سرقا في دينه لغرمائه ، وهذا قول أهل العلم جميعا .