الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                7028 ص: واحتجوا في ذلك بما روي عن إبراهيم النخعي : ،

                                                حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا يحيى بن عيسى (ح).

                                                وحدثنا أبو بشر الرقي ، قال : ثنا الفريابي ، قالا : ثنا سفيان ، عن واصل ، عن إبراهيم قال : "يهديكم الله ويصلح بالكم عند العطاس شيء قالته الخوارج ; لأنهم كانوا لا يستغفرون للناس " .

                                                قيل لهم : وكيف يجوز أن يكون الخوارج أحدثت هذا ، وقد كان النبي -عليه السلام - يقوله ويعلمه أصحابه ؟

                                                التالي السابق


                                                ش: أي احتج أهل المقالة الأولى أيضا فيما ذهبوا إليه من أن العاطس بعد التشميت يقول : "يغفر الله لكم" ولا يقول : "يهديكم الله ويصلح بالكم " بما روي عن إبراهيم النخعي .

                                                وأخرجه من طريقين صحيحين :

                                                الأول : عن محمد بن عمرو ، عن يونس ، عن يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن النهشلي الكوفي ، عن سفيان الثوري ، عن واصل بن حيان الأحدب الكوفي ، عن إبراهيم النخعي .

                                                [ ص: 54 ] الثاني : عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي ، عن محمد بن يوسف الفريابي شيخ البخاري ، عن سفيان . . إلى آخره .

                                                قوله : "قيل لهم " : جواب عن هذا الاحتجاج ، وهو ظاهر .

                                                وقال أبو عمر بن عبد البر : روي عن إبراهيم النخعي أنه قال : "يهديكم الله ويصلح بالكم شيء قالته الخوارج لأنهم لا يستغفرون للناس ، واختار الطحاوي قول : يهديكم الله ويصلح بالكم ; لأنها أحسن من تحيته ، وحال من هدي وأصلح [باله فوق المغفور] له ، وروى مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، من قوله مثله .




                                                الخدمات العلمية