الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                6180 ص: فكان من الحجة عليهم : أن هذا الحديث منقطع لا يقوم بمثله حجة ، فإن قالوا : إنما قبلناه وإن كان منقطعا ; لأنه بين ما أشكل في الحديث المتصل .

                                                قيل لهم : قد كان ينبغي لكم لما اضطرب حديث أبي بكر بن عبد الرحمن هذا فرواه عنه الزهري كما ذكرنا آخرا ، ورواه عنه عمر بن عبد العزيز على ما وصفنا أولا ، أن ترجعوا إلى حديث غيره وهو بشير بن نهيك ، فتجعلونه أصل حديث أبي هريرة ، ، وتسقطون ما خالفه ، فإذا فعلتم ذلك عادت الحجة الأولى عليكم ، وإن لم تفعلوا ذلك كان لخصمكم أيضا أن يقول : هذا الحديث الذي رواه الزهري ، عن أبي بكر ، ففرق فيه بين حكم التفليس والموت هو غير الحديث الأول ، فيكون الحديث الأول عنده مستعملا من حيث تأوله ويكون هذا الحديث الثاني حديثا منقطعا شاذا لا تقوم بمثله حجة ، فيجب لذلك ترك استعماله ، فهذا الذي ذكرنا هو وجه الكلام في الآثار المروية في هذا الباب .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي : فكان من الدليل والبرهان على أهل المقالة الأولى ، وأراد بها الجواب عما قالوه من قولهم : "فقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه . . . . " إلى آخره ، وهو ظاهر .

                                                وقد ذكرنا ما قاله ابن حزم آنفا .




                                                الخدمات العلمية