6184 6185 6186 ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام - في تبيان ذلك ما قد حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا الوهبي ، قال : ثنا ابن إسحاق ، عن صالح بن كيسان ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " قدمت أم سنبلة الأسلمية ، ومعها وطب من لبن تهديه لرسول الله -عليه السلام - ، فوضعته عنده ومعها قدح لها ، فدخل النبي -عليه السلام - فقال : مرحبا وأهلا يا أم سنبلة فقالت : بأبي أنت وأمي ، أهديت لك هذا الوطب من لبن ، قال : بارك الله عليك صبي في هذا القدح ، فصبت له في القدح ، فلما أخذه قلت : قد قلت لا أقبل هدية من أعرابي ! فقال : أأعراب أسلم يا عائشة ؟ ، إنهم ليسوا بأعراب ولكنهم أهل باديتنا ، ونحن أهل حاضرتهم ، إذا دعوناهم أجابونا وإذا دعونا أجبناهم ، ثم شرب " .
حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا ابن إسحاق . . ... ، فذكر بإسناده مثله .
[ ص: 556 ] حدثنا الربيع بن سليمان ، قال : ثنا سعيد بن كثير بن عفير ، قال : ثنا سليمان بن بلال ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن عبد الله بن دينار ، عن عروة ، عن عائشة ، ، عن النبي -عليه السلام - بنحوه ، وزاد في آخره : " فليسوا بالأعراب " .
فأخبر رسول الله -عليه السلام - أن من كان من أهل البادية ممن يجيب إذا دعي ، فهو كالحضري ، وأن الأعراب المذمومين الذين لا تقبل هداياهم خلاف هؤلاء ، وهم الذين لا يجيبون إذا دعوا ، فمن كان كذلك لم تقبل شهادته وهم الذين عناهم رسول الله -عليه السلام - في حديث أبي هريرة الذي ذكرنا فيما نرى والله أعلم .


