ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا . [ ص: 29 ]
[45] ألم تر إلى ربك ألم تنظر إلى صنعه، ومعناه: تنبيه، والرؤية ها هنا رؤية القلب.
كيف مد الظل أي: بسطه; يعني: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس; لأنه لا شمس معه، وهو أطيب الأحوال، ولذلك وصف به الجنة فقال: وظل ممدود [الواقعة: 30] ، وقيل: هو إلى الزوال، والفيء من الزوال إلى الغروب; لأنه فاء من جانب المشرق إلى جانب المغرب.
ولو شاء لجعله ساكنا دائما لا شمس معه.
ثم جعلنا الشمس عليه دليلا يبين معنى الظل ونفعه; لأنه لولا الشمس، لما عرف الظل، ولولا النور، لما عرفت الظلمة، والأشياء تعرف بأضدادها.
* * *