الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما . [ ص: 378 ]

[51] ترجي تؤخر من تشاء منهن عنك بطلاق أو غيره وتؤوي تضم.

إليك من تشاء منهن. قرأ نافع ، وأبو جعفر ، وحمزة ، والكسائي ، وخلف ، وحفص عن عاصم : (ترجي) بإسكان الياء بغير همز، وقرأ أبو جعفر : (وتووي) بواوين بغير همز، والباقون: بالهمز فيهما ، واختلف المفسرون في معنى الآية، فأشهر الأقاويل أنه في القسم بينهن، وذلك أن التسوية بينهن في القسم كان واجبا عليه، فلما نزلت هذه الآية، سقط عنه، وصار الاختيار إليه فيهن.

ومن ابتغيت أي: طلبت أن تؤوي إليك امرأة.

ممن عزلت فصلته بالإرجاء.

فلا جناح أي: لا إثم عليك في فعلك بنسائك، فأباح الله له ترك القسم لهن، حتى إنه ليؤخر من يشاء منهن في نوبتها، ويطأ من يشاء منهن في غير نوبتها، ويرد إلى فراشه من عزلها; تفضيلا له على سائر الرجال، فرضين بذلك، واخترنه على هذا الشرط.

ذلك التخيير أدنى أقرب إلى رضاهن.

أن تقر أعينهن بتخييرهن.

ولا يحزن بترك القسم لهن ويرضين بما آتيتهن كلهن من [ ص: 379 ] تقريب وتبعيد، وعزل وإيواء; لعلمهن أن ذلك بوحي من الله.

والله يعلم ما في قلوبكم من الميل إلى بعض النساء.

وكان الله عليما حليما لا يعاجل بالعقوبة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية