الوجه الخامس عشر: أن يقال: أنتم فررتم من إثبات نوع من النقص له، فأثبتم له من النقائص ما يكون أنقص به من جميع الموجودات. فإنكم فررتم من كونه يفعل بإرادة وبغير إرادة؛ لأن ذلك بزعمكم يستلزم نقصا يحتاج فيه إلى تمام من خارج.
فيقال: إذا قدر أنه لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا إرادة، ولا فعل لا بإرادة ولا بغير إرادة، ولا يؤثر شيئا أصلا، ولا يتأثر عن شيء -كان ما في الموجود أكمل منه، فهذا منتهى كل نقص، ومن كان فيه نقص يمكنه إتمامه من خارج، كان خيرا من العدم، ومن لا يمكنه إتمام نقصه. [ ص: 308 ]