قال أيضا: لا تستخفوا بقولهم القرآن مخلوق؛ فإنه من شر قولهم، إنما يذهبون إلى التعطيل. وكيع
وقال وذكر الحسن بن موسى الأشيب، الجهمية فنال [ ص: 529 ] منهم، ثم قال: أدخل رأس من رؤساء الزنادقة يقال له سمعلة على المهدي، فقال: دلني على أصحابك.
فقال: أصحابي أكثر من ذلك.
[ ص: 530 ] فقال: دلني عليهم.
فقال: صنفان ممن ينتحل القبلة الجهمية والقدرية، الجهمي إذا غلا، قال: ليس ثم شيء، وأشار إلى السماء، والقدري إذا غلا قال: هم اثنان: خالق خير وخالق شر، فضرب عنقه وصلبه، ومثل هذا كثير من كلام السلف والأئمة كانوا يردون ما أظهرته الأشيب الجهمية من نفي الرؤية وخلق القرآن، ويذكرون ما تبطنه الجهمية مما هو أعظم من ذلك أن الله ليس على العرش، ويجعلون هذا منتهى قولهم وأن ذلك تعطيل للصانع وجحود للخالق؛ إذ كانوا لا يتظاهرون بذلك بين المؤمنين كما كانوا يظهرون لأنه قد استقر في قلوب المسلمين بالفطرة الضرورية التي خلقوا عليها، وبما جاءتهم به الرسل من البينات والهدى، وبما اتفق عليه أهل الإيمان من ذلك مما لا يمكن مسألة الكلام والرؤية؛ الجهمية إظهار خلافه : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا [النساء 115] فهذا يبين أن الاعتراف بأن الله فوق العالم في العقل والدين [ ص: 531 ] أعظم بكثير من الاعتراف بأن الله يرى في الآخرة وأن القرآن غير مخلوق.