الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
وقال أبو الحسن الأشعري: يقال لهم: ما أنكرتم أن يكون الله عنى بقوله بيدي يدين ليستا نعمتين؟ فإن قالوا: [ ص: 478 ] لأن اليدين إذا لم تكن نعمة لم تكن إلا جارحة، فإن قالوا: رجعنا إلى الشاهد وإلى ما نجد فيما بيننا مخلوقا فوجدنا ذلك إذا لم يكن نعمة في الشاهد لم يكن إلا جارحة، قيل لهم: إن كان رجوعكم إلى الشاهد وعليه عملتم وبه قضيتم على الله عز وجل فكذلك لم تجدوا حيا من الخلق إلا جسما ولحما ودما فاقضوا بذلك على ربكم تعالى وإلا كنتم لقولكم تاركين ولاعتلالكم ناقضين، وإن أثبتم حيا [ ص: 479 ] لا كالأحياء فلم أنكرتم أن تكون اليدان التي خبر الله عنهما يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين ولا كالأيدي؟! وكذلك يقال لهم: لم تجدوا حكيما قديرا ليس كالإنسان، وخالفتم الشاهد فيه فقد نقضتم اعتلالكم فلا تمنعوا من إثبات يدين ليستا نعمتين ولا جارحتين من أجل أن ذلك خلاف الشاهد .

التالي السابق


الخدمات العلمية