وذكر في كتاب [ ص: 700 ] السنة ما تقدم من رواية الخلال حرب عن إسحاق بن إبراهيم أن الله عز وجل وصف نفسه في كتابه بصفات استغنى الخلق أن يصفوه بغير ما وصف به نفسه، من ذلك قوله : يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة 210] وقوله : وترى الملائكة حافين من حول العرش [الزمر 75] في آيات كلها تصف العرش، وقد ثبتت الروايات في العرش وأعلى شيء فيه، وأثبته قول الله: الرحمن على العرش استوى [طه 5]، قال: وأنا ثنا أبو بكر المروذي، محمد بن الصباح النيسابوري، ثنا سليمان بن داود أبو داود الخفاف، قال: قال قال الله تبارك وتعالى: إسحاق بن [ ص: 701 ] راهويه: الرحمن على العرش استوى [طه 5] ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة وفي السموات السبع وما فوق العرش، أحاط بكل شيء علما، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولاحبة في ظلمات البر والبحر إلا وقد عرف ذلك كله وأحصاه، ولا يعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره. إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى
ثم قال في كتاب السنة: أنا أبو بكر الخلال قال: سمعت أبو بكر المروذي، أبا عبد الله قيل له: روى علي بن الحسن ابن شقيق عن أنه قيل له: كيف نعرف الله؟ قال: على العرش بحد، قال: قد بلغني ذلك عنه وأعجبه، ثم قال ابن المبارك أبو عبد الله: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام [البقرة 210] ثم قال: وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر 22] [ ص: 702 ] قال وأنا الخلال: محمد بن علي الوراق، ثنا حدثني أبو بكر الأثرم، محمد بن إبراهيم القيسي، قال: قلت يحكى عن لأحمد بن حنبل: قيل له: كيف نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال ابن المبارك هكذا هو عندنا. أحمد:
[ ص: 703 ] وقال: ثنا الحسن بن صالح العطار، ثنا هارون بن يعقوب الهاشمي، سمعت أبي يعقوب بن العباس، قال: [ ص: 704 ] كنا عند أبي عبد الله، قال: فسألناه عن قول على العرش استوى بحد، فقلنا له: ما معنى قول ابن المبارك بحد؟ قال: لا أعرفه، ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع: ابن المبارك إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه [فاطر 10] .
وقال: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض [الملك 16] تعرج الملائكة والروح إليه [المعارج 4]. وهو على العرش وعلمه مع كل شيء.