تنبيهات
الأول : روى الإمام أحمد ويعقوب بن سفيان والبزار وابن حبان وصححه الحافظ عن والحاكم رضي الله تعالى عنه قال : أنس . كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمر اللون
ورواه من وجه آخر بلفظ : البيهقي كان بياضه إلى سمرة وعند بسند حسن : أبيض إلى سمرة . الإمام أحمد
وروى عن شيخه ابن أبي شيبة هوذة عن شيخه والإمام أحمد محمد بن جعفر عن وأبو نعيم روح قالوا : أنبأنا عوف بن أبي جميلة عن يزيد الفارسي رحمه الله تعالى قال : رضي الله تعالى عنهما فقال : صفه لي . [ ص: 12 ] لابن عباس
فذكر الحديث : وفيه : أسمر إلى البياض . قال : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا ابن عباس . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فذكرت ذلك
وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عن شيخه هوذة ، من طريق وأبو نعيم الحارث بن أبي أسامة عن شيخه روح ، كلاهما عن عوف عن يزيد . وذكر الحديث ولفظه : أحمر إلى البياض .
قال الحافظ : وتبين من مجموع الروايات أن المراد بالسمرة : الحمرة التي تخالط البياض ، وأن المراد بالبياض المثبت : ما تخالطه الحمرة . والمنفي ما لا تخالطه ، وهو الذي تكره العرب لونه وتسميه أمهق .
وقال ابن أبي خيثمة : الذي لا شك فيه : الأبيض الأزهر ، المشرب من حمرة وإلى السمرة ما ضحى منه للشمس والريح ، وأما ما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر . ولونه صلى الله عليه وسلم
وتعقبه بعضهم بأن لا يخفى عليه أمره حتى يصفه بغير صفته اللازمة له لقربه منه ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم ملازما للشمس . نعم لو وصفه بذلك بعض القادمين ممن صادفه في وقت غيرته الشمس لأمكن ، فالأولى حمل السمرة في هذه الرواية على الحمرة التي تخالط البياض ، أي كما سبق في كلام الحافظ . أنسا
قلت : قوله أن لا يخفى عليه . إلخ يقال عليه : قد وصفه أنسا بأنه صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ليس بالآدم ، كما تقدم أول الباب ، وهو حديث أصح من هذه الروايات . وتابعه غيره على هذه الرواية . أنس
وقال الحافظ أبو الفضل العراقي : في قوله : «أسمر اللون» : هذه اللفظة تفرد بها حميد عن ورواها غيره عنه بلفظ «أزهر اللون» ثم نظرنا من روى صفة لونه صلى الله عليه وسلم غير أنس ، فكلهم وصفوه صلى الله عليه وسلم بالبياض دون السمرة ، وهم خمسة عشر صحابيا . أنس
قلت : سمى أبو الحسن بن الضحاك في كتاب الشمائل منهم : أبا بكر وعمر وعليا وأبا جحيفة وابن عمر وابن عباس وهند بن أبي هالة والحسن بن علي وأبا الطفيل ومخرش الكعبي وابن مسعود والبراء بن عازب وسعد بن أبي وقاص وعائشة وأبا هريرة وذكر أحاديثهم وأسانيدهم العشرة . ثم قال : وما رواه مما يوافق الجمهور أولى وأصح وهو الذي ينبغي أن يرجع إليه ويعول عليه . أنس
وأما رواية أبي يزيد الفارسي : أنه صلى الله عليه وسلم أسمر إلى البياض : فخطأ في الرواية ، والصواب الرواية الثانية . [ ص: 13 ]
الثاني :
وقع في زيادات المسند لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل ، عن رضي الله تعالى عنه : أبيض شديد الوضح . علي
وفي حديث عند أبي هريرة البزار ويعقوب بن سفيان بسند قوي : كان صلى الله عليه وسلم شديد البياض . وهذا مخالف لقول أول الباب : وليس بالأمهق . ولرواية أنس عنه : أبيض مشربا بحمرة : وهما أصح منهما . ويمكن الجمع بحمل ما ذكر على ما تحت الثياب مما لا يلقى الشمس . مسلم
الثالث : وقع عند أبي زيد المروزي أحد رواة الصحيح عن : أمهق ليس بالأبيض واعترض أنس الشارح هذه الرواية . وقال القاضي إنها وهم . وقال : لعل الصحيح رواية من روى أنه ليس بالأبيض ولا بالآدم . الداودي
قال الحافظ : وهذا ليس بجيد لأن المراد أنه ليس بالأبيض الشديد البياض ولا الآدم الشديد الأدمة وإنما يخالط بياضه الحمرة . والعرب قد تطلق على من كان كذلك أسمر .
ولهذا جاء في حديث أي السابق : كان صلى الله عليه وسلم أسمر . أنس
قال الحافظ : وتبين من مجموع الروايات أن رواية المروزي : «أمهق ليس بالأبيض» مقلوبة على أنه يمكن توجيهها بأن المراد بالأمهق الأخضر اللون الذي ليس بياضه في الغاية ولا سمرته ولا حمرته . فقد نقل عن رؤبة أن المهق خضرة الماء فهذا التوجيه على تقدير ثبوت الرواية وقد جاء في عدة طرق أنه صلى الله عليه وسلم كان أبيض .
الرابع : نقل القاضي عن أحمد بن أبي سليمان صاحب رحمهما الله تعالى أن سحنون . انتهى . من قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أسود . يقتل
قال بعضهم : وهذا يقتضي أن مجرد الكذب عليه في صفة من صفاته كفر يوجب القتل . وليس كذلك ، بل لا بد من ضميمة ما تشعر بنقص كما في مسألتنا هذه فإن السواد مفصول .