الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن في صفة فمه صلى الله عليه وسلم وأسنانه وطيب ريقه وبعض الآيات فيه

                                                                                                                                                                                                                              قال هند بن أبي هالة رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم ، أشنب ، مفلج الأسنان ، يفتر عن مثل حب الغمام .

                                                                                                                                                                                                                              رواه الترمذي وأبو الشيخ .

                                                                                                                                                                                                                              وقال جابر بن سمرة رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم .

                                                                                                                                                                                                                              رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وقال علي رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم براق الثنايا .

                                                                                                                                                                                                                              رواه ابن عساكر .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن الثغر .

                                                                                                                                                                                                                              رواه البيهقي .

                                                                                                                                                                                                                              وقال علي رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مفلج الثنايا .

                                                                                                                                                                                                                              رواه ابن سعد وأبو الشيخ .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أنس رضي الله تعالى عنه : شممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              رواه ابن سعد وأبو الشيخ .

                                                                                                                                                                                                                              وقال وائل بن حجر رضي الله تعالى عنه : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء فشرب من الدلو ثم صب في البئر أو قال ثم مج في البئر . ففاح منها مثل رائحة المسك .

                                                                                                                                                                                                                              رواه الإمام أحمد وابن ماجة .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه الإمام أبو الحسن بن الضحاك بلفظ : أتي بدلو فتوضأ منه فتمضمض ومج مسكا أو أطيب من المسك وانتشر خارجا منه .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر لم أر قبله ولا بعده مثله .

                                                                                                                                                                                                                              رواه محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات . وأبو الحسن بن الضحاك وابن عساكر . [ ص: 31 ]

                                                                                                                                                                                                                              وقال أنس رضي الله تعالى عنه : بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئر بدارنا فلم يكن بالمدينة بئر أعذب منها .

                                                                                                                                                                                                                              رواه أبو نعيم .

                                                                                                                                                                                                                              وقالت عميرة بنت معوذ الأنصارية رضي الله تعالى عنه : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخواتي وهن خمس فوجدناه يأكل قديدا فمضغ لهن قديدة ثم ناولني القديدة فقسمتها بينهن . ومضغت كل واحدة قطعة فلقين الله وما وجد لأفواههن خلوف .

                                                                                                                                                                                                                              رواه الطبراني .

                                                                                                                                                                                                                              وقالت أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد رضي الله تعالى عنها : كنا نتطيب ونجهد لعتبة بن فرقد أن نبلغه فما نبلغه وربما لم يمس عتبة طيبا ، فقلنا له فقال : أخذني البثر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتيت ، فتفل في كفه ثم مسح جلدي ، فكنت من أطيب الناس ريحا .

                                                                                                                                                                                                                              رواه البخاري في التاريخ والطبراني وأبو الحسن بن الضحاك .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو أمامة رضي الله تعالى عنه : جاءت امرأة بذيئة اللسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل قديدا ، فقالت : ألا تطعمني ؟ فناولها مما بين يديه ، فقالت : لا إلا الذي في فيك . فأخرجه فأعطاها فألقته في فمها فأكلته فلم يعلم منها بعد ذلك الأمر الذي كانت عليه من البذاء والذرابة . رواه الطبراني .

                                                                                                                                                                                                                              وقال محمد بن ثابت بن قيس بن شماس : أن أباه فارق أمه وهي حامل به ، فلما ولدته حلفت أن لا تلبنه من لبنها . فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصق في فيه وقال اختلف به فإن الله رازقه فأتيته به اليوم الأول والثاني والثالث .

                                                                                                                                                                                                                              رواه البيهقي .

                                                                                                                                                                                                                              ويرحم الله تعالى القائل حيث قال : [ ص: 32 ]

                                                                                                                                                                                                                              بحر من الشهد في فيه مراشفه ياقوت من صدف فيه جواهره

                                                                                                                                                                                                                              ويرحم الله تعالى القائل أيضا :


                                                                                                                                                                                                                              جني النخل في فيه وفيه حياتنا     ولكنه من لي بلثم لثامه
                                                                                                                                                                                                                              رحيق الثنايا والثاني تنفست     إذا قال عن فتح بطيب ختامه

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو جعفر محمد بن علي رحمه الله تعالى : بينما الحسن بن علي مع رسول الله إذ عطش فاشتد ظمؤه فطلب له النبي صلى الله عليه وسلم ماء فلم يجد فأعطاه لسانه فمصه حتى روي .

                                                                                                                                                                                                                              رواه ابن عساكر . وهو منقطع . ورواه عن أبي هريرة وزاد : الحسين .

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلج الثنيتين . زاد أبو الحسن بن الضحاك : والرباعيتين . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه .

                                                                                                                                                                                                                              رواه أبو زرعة الرازي في دلائله والدارمي والترمذي وأبو الحسن بن الضحاك وسنده جيد .

                                                                                                                                                                                                                              وقال سهل بن سعيد رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها . قال : أين ابن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يشتكي عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع . الحديث رواه الشيخان .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو قرصافة- بكسر القاف رضي الله تعالى عنه : بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأمي وخالتي فلما رجعنا قالت أمي وخالتي : يا بني ما رأينا مثل هذا الرجل لا أحسن وجها ولا أنقى ثوبا ولا ألين كلاما ، ورأينا كالنور يخرج من فيه .

                                                                                                                                                                                                                              رواه البيهقي .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية