تنبيهات
الأول : قال الحافظ رحمه الله تعالى : عرف من مجموع الروايات أن . وقول الذي شاب في عنفقته صلى الله عليه وسلم أكثر من الذي شاب في غيرها لما سأله أنس هل خضب ؟ «إنما كان شيء في صدغيه» أراد أنه لم يكن في شعره ما يحتاج إلى الخضاب . وقد صرح بذلك في رواية محمد بن سيرين السابقة . قتادة
الثاني : اختلف في . فمقتضى حديث عدد الشعرات التي شابت في رأسه صلى الله عليه وسلم ولحيته أن شيبه صلى الله عليه وسلم كان لا يزيد على عشر شعرات لإيراده بصيغة القلة . وفي رواية عبد الله بن بسر ابن سعد : لم يبلغ ما في لحيته من الشعر عشرين شعرة . قال حميد : وأومأ إلى عنفقته سبع عشرة .
وروى أيضا عن ثابت عن رضي الله تعالى عنه قال : أنس . ما كان في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا سبع عشرة أو ثماني عشرة
وروى ابن أبي خيثمة عن رضي الله تعالى قال : أنس . قال لم يكن في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون شعرة بيضاء حميد : كن سبع عشرة .
وروى من طريق الحاكم عبد الله بن محمد بن عقيل عن رضي الله تعالى عنه [ ص: 38 ] قال : أنس . لو عددت ما أقبل من شيبه صلى الله عليه وسلم في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة
وجمع العلامة البلقيني بين هذه الروايات بأنها تدل على أن شعراته البيض لم تبلغ عشرين شعرة ، والرواية الثانية توضح أن ما دون العشرين كان سبع عشرة ، فيكون كما ذكرناه :
العشرة في عنفقته والزائد عليها يكون في بقية لحيته لأنه قال في الرواية الثالثة : لم يكن في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون شعرة بيضاء ، واللحية تشمل العنفقة وغيرها . وكون العشرة في العنفقة بحديث والبقية بالأحاديث الأخر في بقية لحيته . وكون عبد الله بن بسر حميد أشار إلى عنفقته سبع عشرة ليس يعلم ذلك من نفس الحديث ، والحديث لا يدل إلى على ما ذكرنا من التوفيق . وأما الرواية الرابعة فلا تنافي كون العشرة على العنفقة والزائد على غيرها . وهذا الموضع موضع تأمل . انتهى .
الثالث : سيأتي الكلام في خصائصه صلى الله عليه وسلم في أبواب زينته .