الثالث : في بيان غريب ما سبق .
رعيته بكسر الراء المراد : الهيئة . والغنم : منصوب مفعول المصدر وهو رعيته .
على قراريط : قال الحافظ : على بمعنى الباء ، وهي للسببية . وقيل إنها للظرفية كما سيتبين . وفي رواية ابن ماجة ، عن سويد بن سعيد ، والإسماعيلي عن حسان بن محمد كلاهما عن عمرو بن يحيى : كنت أرعاها لأهل مكة بالقراريط قال سويد بن سعيد : يعني كل شاة بقيراط . يعني القيراط الذي هو جزء من الدينار أو الدرهم .
وقال الإمام أبو إسحاق الحربي : قراريط : اسم موضع بمكة ولم يرد القراريط من الفضة . وصوبه ابن الجوزي تبعا لابن ناصر وخطأ سويدا في تفسيره .
قال الحافظ : لكن رجح الأول بأن أهل مكة لا يعرفون بها مكانا يقال له قراريط . وزعم بعضهم أن في قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى : « وبعثت وأنا راعي غنم بأجياد » ردا لتأويل سويد لأنه ما كان يرعى بالأجرة لأهله ، فتعين أنه أراد المكان فعبر تارة بأجياد وتارة بقراريط .
وليس الرد بجيد إذ لا مانع من الجمع بأن يرعى لأهله بغير أجرة ولغيرهم بأجرة . والمراد بقوله : «أهلي» أهل مكة فيتحد الخبران ويكون في أحد الحديثين بين الأجرة وفي الآخر بين المكان فلا تنافي في ذلك .
وقال بعضهم : لم تكن العرب تعرف القراريط الذي هو من النقد ، ولذلك جاء في الصحيح : « ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط » وليس الاستدلال لما ذكر من نفي المعرفة بواضح . انتهى كلام الحافظ .
قلت : تأويل سعيد هو الذي فهمه الإمام البخاري وهو الأجرة ، ولذا ذكره في الإجارة .
الكباث - بكاف فباء موحدة مفتوحتين فألف فثاء مثلثة : النضيج من ثمر الأراك .
جياد : موضع بأسفل مكة معروف من شعابها ، ذكره بغير همز البكري في معجمه .
أجياد : بفتح أوله وإسكان ثانيه وبالمثناة التحتية والدال المهملة : كأنه جمع جيد ، موضع من بطحاء مكة من منازل قريش ، فإذن يقال له جياد وأجياد بالهمز وعدمه .


