وسبب ذلك ما حدثها به غلامها ميسرة وما رأته من الآيات وما ذكره في المبتدأ قال : كان لنساء ابن إسحاق قريش عيد يجتمعن فيه في المسجد فاجتمعن يوما فيه فجاءهن يهودي فقال : يا معشر نساء قريش إنه يوشك فيكن نبي فأيكن استطاعت أن تكون فراشا له فلتفعل . فحصبه النساء وقبحنه وأغلظن له . وأغضت على قوله ولم تعرض فيما عرض فيه النساء ووقر ذلك في نفسها . فلما أخبرها خديجة ميسرة بما رآه من الآيات وما رأته هي قالت : إن كان ما قاله اليهودي حقا ما ذلك إلا هذا .
واختلفوا في سبب الخطبة . فعند أبي سعيد النيسابوري في «الشرف» أن رضي الله تعالى عنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : اذهب إلى عمك فقل له : عجل إلينا بالغداة . فلما جاء قالت له : يا خديجة أبا طالب ادخل على عمرو عمي فكلمه يزوجني من ابن أخيك محمد بن عبد الله . فقال أبو طالب : يا لا تستهزئي . فقالت : هذا صنع الله . فقام خديجة أبو طالب مع عشرة من قومه . فذكر الحديث .
وعند في سيرته الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ليتحدث عندها فلما قام من عندها جاءت امرأة فقالت : خاطبا يا خديجة محمد؟ فقال : كلا . فقالت : ولم؟ فوالله ما في قريش امرأة وإن كانت إلا تراك كفئا لها . فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطبا خديجة لخديجة مستحييا منها .
وعند يعقوب بن سفيان في تاريخه عن قال : عمار فنادتني فانصرفت إليها ووقف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : أما لصاحبك هذا من حاجة في تزويج خديجة فقال خديجة؟ فأخبرته . فقال : بلى لعمري . فذكرت لها ، فقالت : اغدوا علينا إذا أصبحنا . فغدونا عليهم فوجدناهم قد ذبحوا بقرة وألبسوا عمار : حلة . خديجة مررت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بأخت
وذكر الحديث .
وعند في المبتدأ ابن إسحاق أنها قالت له : يا محمد ألا تتزوج؟ قال : ومن؟ قالت : أنا قال : ومن لي بك ، أنت أيم قريش وأنا يتيم قريش . قالت : اخطبني .
وذكر الحديث .
وعنده في السيرة : فلما استقر عندها ذلك ، أي ما أخبرها به ميسرة وما رأته وكانت امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله تعالى بها من الكرامة والخير ، وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهن شرفا وأكثرهن مالا ، وكل قومها حريص على نكاحها لو يقدر عليه ، وعرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له فيما يزعمون : إني رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك . فلما قالت له ذلك ذكره لأعمامه . وذكر الحديث .
وروى ابن سعد عن نفيسة بنت منية قالت : امرأة حازمة . [ ص: 165 ] خديجة بنت خويلد
جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير ، وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا وكل قومها كان حريصا على نكاحها لو قدر على ذلك قد طلبوها وبذلوا لها الأموال ، فأرسلتني دسيسا إلى محمد بعد أن رجع في عيرها من الشام فقلت : يا محمد ما يمنعك أن تتزوج؟ فقال : ما بيدي ما أتزوج به . قلت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال : فمن هي؟ قلت : قال : وكيف لي بذلك؟ خديجة .
قالت : قلت : علي . قال : فأنا أفعل . فذهبت فأخبرتها فذكرت الحديث . قالت : فأرسلت إليه أن ائت ساعة كذا وكذا . فحضر وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها . كانت
وعند ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مع عمه وعند حمزة . النيسابوري في الشرف أن أبا طالب خرج مع عشرة من قومه حتى دخلوا على عمها فخطبها فزوجه . فقال عمرو بن أسد : هذا الفحل لا يقدع أنفه .
قال ابن هشام : . قال أصدقها عشرين بكرة البلاذري اثنتي عشرة أوقية ونشا . قال والدمياطي : المحب الطبري : ذهبا .
وذكر أبو الحسين بن فارس وغيره رحمهم الله تعالى أن أبا طالب خطب يومئذ فقال :
الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد مضر ، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا حكام الناس ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا وإن كان في المال قلا فإن المال ظل زائل وأمر حائل وعارية مسترجعة ، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل ، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم وقد بذل لها من الصداق حكمكم عاجله وآجله اثنتا عشرة أوقية ونشا . خديجة
فقال عمرو بن أسد عمها : هو الفحل لا يقدع أنفه . وأنكحها منه . ويقال : إن ورقة هو الذي قاله .
قال في المبتدأ : وكان تزويجه لها بعد مجيئه من الشام بشهرين وخمسة وعشرين يوما عقب صفر سنة ست وعشرين . ابن إسحاق
قال وقال راجز من أهل الزهري : مكة في ذلك :
لا تزهدي خديج في محمد نجم يضيء كما أضاء الفرقد