الباب الثالث في
nindex.php?page=treesubj&link=29272حدوث الرجوم وحجب الشياطين من استراق السمع عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله سبحانه وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قل يا محمد للناس :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أوحي أخبرت بالوحي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إلي أنه الضمير للشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1استمع لقرآني
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1نفر من الجن جن نصيبين أو نينوى ، وكانوا سبعة أو تسعة وذلك في صلاة الصبح ببطن نخلة موضع بين مكة والطائف وهم الذين ذكروا في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين [الأحقاف 29] والنفر ما بين الثلاثة والعشرة .
«فقالوا» لقومهم لما رجعوا إليهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إنا سمعنا قرآنا عجبا وصف بالمصدر على سبيل المبالغة أي هو عجب في نفسه لفصاحة لفظه وحسن مبانيه ودقة معانيه وغرابة أسلوبه وبلاغة مواعظه وكونه مباينا لسائر الكتب ، والعجب ما خرج عن أشكاله ونظائره .
"يهدي" يدعو إلى "الرشد" الإيمان والصواب "فآمنا به" أي القرآن .
ولما كان الإيمان به متضمنا الإيمان بالله تعالى وبوحدانيته وبراءته من الشرك . قالوا :
"ولن نشرك" بعد اليوم "بربنا أحدا . وأنه" الضمير للشأن فيه وفي الموضعين بعده "تعالى" تعاظم "جد ربنا" جلاله وعظمته عما نسب إليه "ما اتخذ صاحبة" زوجة "ولا ولدا" . بيان ذلك كأنهم سمعوا من القرآن ما نبههم على خطأ ما اعتقدوه من الشرك واتخاذ الصاحبة والولد .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وأنه كان يقول سفيهنا جاهلنا إبليس أو مردة الجن .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4على الله شططا غلو في الكذب بوصفه بالصاحبة والولد .
ثم أخذوا يعتذرون عن اتباعهم للسفيه في ذلك :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وأنا ظننا أن مخففة أنه
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5لن تقول الإنس والجن على الله كذبا بوصفه بذلك ، حتى تبينا كذبهم بذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وأنه كان رجال من الإنس يعوذون يستعيذون .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6برجال من الجن حين ينزلون في أسفارهم بمكان مخوف فيقول كل رجل : أعوذ بسيد هذا المكان من شر سفهائه .
"فزادوهم" بعوذهم بهم "رهقا" طغيانا ، فقالوا : سدنا الجن والإنس وأنهم أي الجن :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7ظنوا كما ظننتم يا إنس أو بالعكس . والآيتان من كلام الجن بعضهم لبعض ، أو استئناف من كلام الله تعالى ومن فتح "أن" فيهما جعلهما من الموحى به أي : أنه لن يبعث الله أحدا بعد موته ، أو رسولا .
[ ص: 196 ]
قال الجن :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وأنا لمسنا السماء طلبنا استراق السمع منها . واللمس مستعار من المس للطلب :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8فوجدناها صادفناها
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8ملئت حرسا حراسا اسم جمع كخدم :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8شديدا قويا وهم الملائكة الذين يمنعونهم عنها
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وشهبا جمع شهاب وهو المضيء المتولد من النار :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وأنا كنا قبل مبعثه
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9نقعد منها مقاعد خالية عن الحرس والشهب أو صالحة للرصد والاستماع
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9للسمع صلة نقعد أو صفة لمقاعد . وفسر النبي صلى الله عليه وسلم كيفية قعود الجن أنهم كانوا واحدا فوق واحد فمتى احترق الأعلى طلع الذي تحته مكانه وكانوا يسترقون الكلمة فيلقونها إلى الكهان ويزيدون فيها ويزيد الكاهن مائة كذبة .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9فمن يستمع الآن ظرف للحال ويستمع ظرف مستقبل فاتسع في الظرف واستعمل للاستقبال
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9يجد له شهابا رصدا أي : أرصد له ليرمى به . هذا لمن استمع وأما السمع فقد انقطع كما قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إنهم عن السمع لمعزولون [الشعراء 212] .
ولما رأوا ما حدث من كثرة الرجم ومنع الاستراق قالوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وأنا لا ندري أشر أريد بعدم استراق السمع
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا خيرا .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق رحمه الله تعالى : فلما سمعت الجن القرآن عرفت أنها منعت من السمع قبل ذلك لئلا يشكل الوحي بشيء من خبر السماء فيلتبس على أهل الأرض ما جاءهم من الله فيه لوقوع الحجة وقطع الشبهة .
فآمنوا وصدقوا ثم
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29ولوا رجعوا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29إلى قومهم منذرين مخوفين قومهم العذاب إن لم يؤمنوا وكانوا يهودا .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا هذا القرآن
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق الإسلام
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30وإلى طريق مستقيم أي : طريقة
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يا قومنا أجيبوا داعي الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم أي : بعضها وهو ما يكون في خالص حق الله ، فإن المظالم لا تغفر بالإيمان .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31ويجركم من عذاب أليم مؤلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض [الأحقاف : 32] أي : لا يعجز الله بالهرب منه فيفوته
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وليس له لمن لا يجب
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32من دونه أي الله
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32أولياء أنصارا يدفعون عنه العذاب
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32أولئك الذين لم يجيبوا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32في ضلال مبين بين ظاهر .
لطيفة :
nindex.php?page=treesubj&link=29043_32320مناسبة سورة الجن لما قبلها أنه لما حكي تمادي قوم
نوح صلى الله عليه وسلم في الكفر وعكوفهم على عبادة الأصنام ، وكان أول رسول إلى أهل الأرض ، كما أن
محمدا صلى الله عليه وسلم آخر رسول إلى أهل الأرض ، والعرب الذين هو منهم كانوا عباد أصنام كقوم نوح حتى أنهم عبدوا أصناما مثل أصنام أولئك في الأسماء ، وكان ما جاء به
محمد صلى الله عليه وسلم ، من القرآن هاديا إلى الرشد .
[ ص: 197 ]
وقد سمعته العرب وتوقف عن الإيمان به أكثرهم ، أنزل الله سبحانه وتعالى سورة الجن إثر سورة نوح تبكيتا
لقريش والعرب في كونهم تباطأوا عن الإيمان ، إذ كانت الجن خيرا منهم وأقبل إلى الإيمان ، هذا وهم من غير جنس رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك فعند ما سمعوا القرآن استعظموه وآمنوا به للوقت وعرفوا كونه معجزا ، وهم مع ذلك مكذبون له ولمن جاء به بغيا وحسدا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال : إن الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء فيستمعون الكلمة من الوحي فيهبطون إلى الأرض فيزيدون فلم يزالوا كذلك حتى بعث الله تعالى
محمدا صلى الله عليه وسلم فمنعوا تلك المقاعد ، فذكروا ذلك لإبليس فقال :
لقد حدث في الأرض حدث ، فبعثهم فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوا القرآن قالوا : هذا والله الحدث . وإنهم ليرمون فإذا توارى النجم عنكم فقد أدركه لا يخطئ أبدا ولكنه لا يقتله ، يحرق جنبه وجهة يده .
وروى
ابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم من وجه آخر عن
سعيد عنه قال : كان لكل قبيل من الجن مقعد من السماء يستمعون منه الوحي فيخبرون به الكهنة فلما بعث الله تعالى
محمدا صلى الله عليه وسلم دحروا منه ، فقالت العرب حين لم تخبرهم الجن : هلك أهل السماء . فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا وصاحب البقر ينحر كل يوم بقرة وصاحب الغنم ينحر كل يوم شاة ، وقال إبليس : لقد حدث في الأرض حدث فأتوني من تربة كل أرض . فأتوه بها فجعل يشمها فلما شم تربة مكة قال : من ها هنا الحدث فنصتوا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=14836العوفي عنه قال : لم تكن السماء تحرس في الفترة بين
عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، وكانوا يقعدون منها مقاعد للسمع ، فلما بعث الله تعالى
محمدا صلى الله عليه وسلم حرست السماء حرسا شديدا ورجمت الشياطين .
وروى
محمد بن عمر الأسلمي nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو قال : لما كان اليوم الذي تنبأ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت الشياطين من خبر السماء ورموا بالشهب فذكروا ذلك لإبليس فقال : بعث نبي عليكم بالأرض المقدسة . فذهبوا ثم رجعوا فقالوا : ليس بها أحد . فخرج إبليس يطلبه
بمكة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء منحدرا معه
جبريل فرجع إلى أصحابه فقال : قد بعث
أحمد ومعه
جبريل .
وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه قال : لم يرم بنجم منذ رفع
عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي بها ، فلما رأت
قريش أمرا لم تكن تراه فجعلوا يسيبون أنعامهم ويعتقون أرقاءهم يظنون أنه الفناء وفعلت
ثقيف مثل ذلك ، فبلغ
عبد ياليل فقال : لا تعجلوا .
[ ص: 198 ]
وانظروا فإن تكن نجوما تعرف فهو عند فناء من الناس ، وإن كانت نجوما لا تعرف فهو عند أمر قد حدث . فنظروا فإذا هي لا تعرف فأخبروه فقال : هذا عند ظهور نبي فما مكثوا إلا يسيرا حتى قدم
الطائف nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب فقال : ظهر
محمد بن عبد الله يدعي أنه نبي مرسل .
فقال عبد ياليل : فعند ذلك رمي بها .
عبد ياليل- بمثناتين تحتيتين وكسر اللام الأولى ، وذكره
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد
ثقيف .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال : كانت النجوم لا يرمى بها حتى بعث الله تعالى
محمدا صلى الله عليه وسلم فرمي بها فسيبوا أنعامهم وأعتقوا رقيقهم ، فقال عبد ياليل : انظروا .
وذكر مثله .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وابن سعد عن
يعقوب بن المغيرة بن الأخنس قال : إن أول العرب فزع لرمي النجوم ثقيف فأتوا
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية أحد بني علاج فقالوا : ألم تر ما حدث؟ قال : بلى ، فانظروا فإن كانت معالم النجوم التي يهتدى بها ويعرف بها أنواء الصيف والشتاء انتثرت فهي طي الدنيا وذهاب هذا الخلق ، وإن كانت نجوما غيرها فأمر أراد الله تعالى ، ونبي يبعث في العرب . فقد تحدث بذلك
nindex.php?page=showalam&ids=243عمرو بن أمية هذا .
وروى
ابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري قال : كان الوحي يستمع فلما كان الإسلام منعوا وكانت امرأة من بني أسد يقال لها سعير لها تابع من الجن فلما رأى الوحي لا يستطاع أتاها فدخل في صدرها وجعل يصيح : وضع العناق ورفع الشقاق وجاء أمر لا يطاق ،
أحمد حرم الزنا .
وروى
محمد بن عمر الأسلمي nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن
نافع بن جبير قال : كانت الشياطين في الفترة تسمع فلا ترمى فلما بعث
محمد صلى الله عليه وسلم رميت بالشهب .
وروي أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد . nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم عن
حجاج الصواف ، عن
ثابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس . nindex.php?page=showalam&ids=11868وأبو الشيخ عن
عثمان بن مطر عن
ثابت عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانت الشياطين يستمعون الوحي قالوا : فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم منعوا فشكوا ذلك إلى إبليس فقال : لقد حدث أمر .
فرقى فوق أبي قبيس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي خلف المقام فقال :
أذهب فأكسر عنقه . فجاء وعنده
جبريل فركضه برجله فألقاه بوادي الأردن .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14203الخرائطي في الهواتف عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم حدث عن بدء إسلامه فقال : إني لأسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم ونمت فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي . فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن . فرأيت في منامي رجلا بيده حربة يريد أن يضعها في نحر ناقتي ، فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت . [ ص: 199 ]
هذا حلم . ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فدرت حول ناقتي فلم أر شيئا وإذا ناقتي ترعد ، ثم غفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت فإذا أنا برجل شاب كالذي رأيته في منامي وبيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يرده عنها ، فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى : قم فخذ أيها شئت فداء لناقة جاري الإنسي .
فقام الفتى فأخذ منها ثورا وانصرف ثم التفت إلي الشيخ وقال : يا فتى إذا نزلت واديا من الأودية فخفت هوله فقل : أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي . ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها . فقلت له : ومن محمد؟ قال : نبي عربي لا شرقي ولا غربي ، بعث يوم الاثنين .
قلت : أين مسكنه؟ قال : يثرب . ذات النخل . فركبت راحلتي حين برق لي الصبح وجديت السير حتى أتيت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني قبل أن أذكر له شيئا ودعاني إلى الإسلام فأسلمت .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم nindex.php?page=showalam&ids=12563وابن إسحاق عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس عن نفر من الأنصار ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=842361أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم : «ما كنتم تقولون في هذا النجم الذي يرمى به في الجاهلية؟» قالوا : يا نبي الله كنا نقول حين رأيناها يرمى بها : مات ملك ، ملك ملك ، ولد مولود مات مولود . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«ليس ذلك كذلك ، ولكن الله سبحانه وتعالى كان إذا قضى في خلقه أمرا سمعه حملة العرش فسبح من تحتهم لتسبيحهم ، فسبح من تحت ذلك ، فلا يزال التسبيح يهبط حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيسبحوا . ثم يقول بعضهم لبعض : مم سبحتم؟ فيقولون : سبح من فوقنا فسبحنا لتسبيحهم فيقولون : ألا تسألون من فوقكم مم سبحوا؟ فيقولون مثل ذلك حتى ينتهوا إلى حملة العرش فيقال لهم : مم سبحتم؟ فيقولون : قضى الله تعالى في خلقه كذا وكذا للأمر الذي كان فيهبط به الخبر من سماء إلى سماء حتى ينتهي إلى السماء الدنيا فيتحدثون به ، فتسرقه فتسترقه الشياطين بالسمع على توهم واختلاف ، ثم يأتون به الكهان فيحدثونهم فيخطئون بعضا ثم إن الله تعالى حجب الشياطين بهذه النجوم التي يقذفون بها فانقطعت الكهانة اليوم فلا كهانة» .
ويروى عن
لهيب بن مالك اللهبي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=890866حضرت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : بأبي أنت وأمي نحن أول من عرف حراسة السماء والشياطين ومنهم من استراق السمع عند قذف النجوم ، وذلك أنا اجتمعنا إلى كاهن يقال له خطر بن مالك ، وكان شيخا كبيرا قد أتت عليه مائتا سنة وثمانون سنة فقلنا : يا خطر هل عندك علم من علم هذه النجوم التي يرمى بها فإنا قد فزعنا لها وخفنا سوء عاقبتها . فقال : ائتوني بسحر ، أخبركم الخبر ، الخير أم الضرر والأمن أم الحذر . [ ص: 200 ]
قال : فانصرفنا عنه يومنا ، فلما كان من غد في وجه السحر أتيناه فإذا هو قائم على قدميه شاخص ببصره إلى السماء ، فناديناه : يا خطر يا خطر . فأومأ إلينا أن أمسكوا فأمسكنا ، فانقض نجم عظيم من السماء ، فصرخ الكاهن رافعا صوته .
أصابه أصابه خامره عقابه عاجله عذابه
أحرقه شهابه
زايله جوابه
يا ويحه ما حاله بلبله بلباله
عاوده خباله تقطعت حباله
وغيرت أحواله
ثم أمسك طويلا وقال :
يا معشر بني قحطان أخبركم بالحق والعيان
أقسمت بالكعبة ذات الأركان [والبلد] المؤتمن السدان
لقد منع السمع عناة الجان بثاقب بكف ذي سلطان
من أجل مبعوث عظيم الشان يبعث بالتنزيل والقرآن
وبالهدى وفاصل الفرقان تبطل به عبادة الأوثان
فقلنا : يا خطر ما ترى لقومك؟ فقال :
أرى لقومي ما أرى لنفسي أن يتبعوا خير بني الإنس
برهانه مثل شعاع الشمس يبعث في مكة دار الحمس
بمحكم التنزيل غير اللبس
فقلنا : يا خطر وممن هو؟ فقال : والحياة والعيش ، إنه لمن قريش ، ما في حكمه طيش ، ولا في خلقه هيش ، يكون في جيش وأي جيش ، من آل قحطان وآل أيش .
فقلنا : بين لنا من أي قريش هو؟
فقال : والبيت ذي الدعائم ، إنه لمن نجل هاشم ، من معشر أكارم ، يبعث بالملاحم ، وقتل كل ظالم . [ ص: 201 ]
ثم قال : هذا هو البيان أخبرني به رئيس الجان ، ثم قال : الله أكبر جاء الحق وظهر . وانقطع عن الجن الخبر ، ثم سكت وأغمي عليه فما أفاق إلا بعد ثالثة فقال : لا إله إلا الله .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سبحان الله لقد نطق عن مثل نبوة وإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة» .
رواه
أبو جعفر العقيلي في كتاب الصحابة .
والآثار في هذا كثيرة وفيما ذكر كفاية .
الْبَابُ الثَّالِثُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=29272حُدُوثِ الرُّجُومِ وَحَجْبِ الشَّيَاطِينِ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ عِنْدَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلنَّاسِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1أُوحِيَ أَخْبَرَتْ بِالْوَحْيِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِلَيَّ أَنَّهُ الضَّمِيرُ لِلشَّأْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1اسْتَمَعَ لِقُرْآنِي
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ جِنِّ نَصِيبِينَ أَوْ نِينَوَى ، وَكَانُوا سَبْعَةً أَوْ تِسْعَةً وَذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ بِبَطْنِ نَخْلَةَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَهُمُ الَّذِينَ ذُكِرُوا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ [الْأَحْقَافُ 29] وَالنَّفَرُ مَا بَيْنَ الثَّلَاثَةِ وَالْعَشَرَةِ .
«فَقَالُوا» لِقَوْمِهِمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=1إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ عَلَى سَبِيلِ الْمُبَالَغَةِ أَيْ هُوَ عَجَبٌ فِي نَفْسِهِ لِفَصَاحَةِ لَفْظِهِ وَحَسُنِ مَبَانِيهِ وَدِقَّةِ مَعَانِيهِ وَغَرَابَةِ أُسْلُوبِهِ وَبَلَاغَةِ مَوَاعِظِهِ وَكَوْنِهِ مُبَايِنًا لِسَائِرِ الْكُتُبِ ، وَالْعَجَبُ مَا خَرَجَ عَنْ أَشْكَالِهِ وَنَظَائِرِهِ .
"يَهْدِي" يَدْعُو إِلَى "الرُّشْدِ" الْإِيمَانِ وَالصَّوَابِ "فَآمَنَّا بِهِ" أَيِ الْقُرْآنِ .
وَلَمَّا كَانَ الْإِيمَانُ بِهِ مُتَضَمِّنًا الْإِيمَانَ بِاللَّهِ تَعَالَى وَبِوَحْدَانِيَّتِهِ وَبَرَاءَتِهِ مِنَ الشِّرْكِ . قَالُوا :
"وَلَنْ نُشْرِكَ" بَعْدَ الْيَوْمِ "بِرَبِّنَا أَحَدًا . وَأَنَّهُ" الضَّمِيرُ لِلشَّأْنِ فِيهِ وَفِي الْمَوْضِعَيْنِ بَعْدَهُ "تَعَالَى" تَعَاظَمَ "جَدُّ رَبِّنَا" جَلَالُهُ وَعَظَمَتُهُ عَمَّا نُسِبَ إِلَيْهِ "مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً" زَوْجَةً "وَلَا وَلَدًا" . بَيَانٌ ذَلِكَ كَأَنَّهُمْ سَمِعُوا مِنَ الْقُرْآنِ مَا نَبَّهَهُمْ عَلَى خَطَأِ مَا اعْتَقَدُوهُ مِنَ الشِّرْكِ وَاتِّخَاذِ الصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا جَاهِلُنَا إِبْلِيسُ أَوْ مَرَدَةُ الْجِنِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=4عَلَى اللَّهِ شَطَطًا غُلُوٌّ فِي الْكَذِبِ بِوَصْفِهِ بِالصَّاحِبَةِ وَالْوَلَدِ .
ثُمَّ أَخَذُوا يَعْتَذِرُونَ عَنِ اتِّبَاعِهِمْ لِلسَّفِيهِ فِي ذَلِكَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ مُخَفِّفَةٌ أَنَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=5لَنْ تَقُولَ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا بِوَصْفِهِ بِذَلِكَ ، حَتَّى تَبَيَّنَّا كَذِبَهُمْ بِذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ يَسْتَعِيذُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=6بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ حِينَ يَنْزِلُونَ فِي أَسْفَارِهِمْ بِمَكَانٍ مَخُوفٍ فَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ : أَعُوذُ بِسَيِّدِ هَذَا الْمَكَانِ مِنْ شَرِّ سُفَهَائِهِ .
"فَزَادُوهُمْ" بِعَوْذِهِمْ بِهِمْ "رَهَقًا" طُغْيَانًا ، فَقَالُوا : سُدْنَا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ وَأَنَّهُمْ أَيِ الْجِنُّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=7ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ يَا إِنْسُ أَوْ بِالْعَكْسِ . وَالْآيَتَانِ مِنْ كَلَامِ الْجِنِّ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ ، أَوِ اسْتِئْنَافٌ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ فَتَحَ "أَنَّ" فِيهِمَا جَعَلَهُمَا مِنَ الْمُوحَى بِهِ أَيْ : أَنَّهُ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا بَعْدَ مَوْتِهِ ، أَوْ رَسُولًا .
[ ص: 196 ]
قَالَ الْجِنَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ طَلَبْنَا اسْتِرَاقَ السَّمْعِ مِنْهَا . وَاللَّمْسُ مُسْتَعَارٌ مِنَ الْمَسِّ لِلطَّلَبِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8فَوَجَدْنَاهَا صَادَفْنَاهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8مُلِئَتْ حَرَسًا حُرَّاسًا اسْمُ جَمْعٍ كَخَدَمٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8شَدِيدًا قَوِيًّا وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ يَمْنَعُونَهُمْ عَنْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=8وَشُهُبًا جَمْعُ شِهَابٍ وَهُوَ الْمُضِيءُ الْمُتَوَلِّدُ مِنَ النَّارِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9وَأَنَّا كُنَّا قَبْلَ مَبْعَثِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ خَالِيَةً عَنِ الْحَرَسِ وَالشُّهُبِ أَوْ صَالِحَةً لِلرَّصْدِ وَالِاسْتِمَاعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9لِلسَّمْعِ صِلَةُ نَقْعُدُ أَوْ صِفَةٌ لِمَقَاعِدَ . وَفَسَّرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفِيَّةَ قُعُودِ الْجِنِّ أَنَّهُمْ كَانُوا وَاحِدًا فَوْقَ وَاحِدٍ فَمَتَى احْتَرَقَ الْأَعْلَى طَلَعَ الَّذِي تَحْتَهُ مَكَانَهُ وَكَانُوا يَسْتَرِقُونَ الْكَلِمَةَ فَيُلْقُونَهَا إِلَى الْكُهَّانِ وَيَزِيدُونَ فِيهَا وَيَزِيدُ الْكَاهِنُ مِائَةَ كِذْبَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ ظَرْفٌ لِلْحَالِ وَيَسْتَمِعْ ظَرْفٌ مُسْتَقْبَلٌ فَاتُّسِعَ فِي الظَّرْفِ وَاسْتُعْمِلَ لِلِاسْتِقْبَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=9يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا أَيْ : أَرُصِدَ لَهُ لِيُرْمَى بِهِ . هَذَا لِمَنِ اسْتَمَعَ وَأَمَّا السَّمْعُ فَقَدِ انْقَطَعَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=212إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ [الشُّعَرَاءُ 212] .
وَلَمَّا رَأَوْا مَا حَدَثَ مِنْ كَثْرَةِ الرَّجْمِ وَمَنْعِ الِاسْتِرَاقِ قَالُوا :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِعَدَمِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=10بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا خَيْرًا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : فَلَمَّا سَمِعَتِ الْجِنُّ الْقُرْآنَ عَرَفَتْ أَنَّهَا مُنِعَتْ مِنَ السَّمْعِ قَبْلَ ذَلِكَ لِئَلَّا يُشْكِلَ الْوَحْيُ بِشَيْءٍ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ فَيَلْتَبِسَ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ مَا جَاءَهُمْ مِنَ اللَّهِ فِيهِ لِوُقُوعِ الْحُجَّةِ وَقَطْعِ الشُّبْهَةِ .
فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا ثُمَّ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29وَلَّوْا رَجَعُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=29إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ مُخَوِّفِينَ قَوْمَهُمُ الْعَذَابَ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا وَكَانُوا يَهُودًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا هَذَا الْقُرْآنَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ الْإِسْلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ أَيْ : طَرِيقَةٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْإِيمَانِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ أَيْ : بَعْضَهَا وَهُوَ مَا يَكُونُ فِي خَالِصِ حَقِّ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمَظَالِمَ لَا تُغْفَرُ بِالْإِيمَانِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ مُؤْلِمٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ [الْأَحْقَافُ : 32] أَيْ : لَا يُعْجِزُ اللَّهَ بِالْهَرَبِ مِنْهُ فَيَفُوتُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32وَلَيْسَ لَهُ لِمَنْ لَا يُجِبْ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32مِنْ دُونِهِ أَيِ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32أَوْلِيَاءُ أَنْصَارًا يَدْفَعُونَ عَنْهُ الْعَذَابَ
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُجِيبُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=32فِي ضَلالٍ مُبِينٍ بَيِّنٍ ظَاهِرٍ .
لَطِيفَةٌ :
nindex.php?page=treesubj&link=29043_32320مُنَاسِبَةُ سُورَةِ الْجِنِّ لِمَا قَبْلَهَا أَنَّهُ لَمَّا حُكِيَ تَمَادِيَ قَوْمِ
نُوحٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكُفْرِ وَعُكُوفِهِمْ عَلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، وَكَانَ أَوَّلَ رَسُولٍ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، كَمَا أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَرَ رَسُولٍ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَالْعَرَبُ الَّذِينَ هُوَ مِنْهُمْ كَانُوا عُبَّادَ أَصْنَامٍ كَقَوْمِ نُوحٍ حَتَّى أَنَّهُمْ عَبَدُوا أَصْنَامًا مِثْلَ أَصْنَامِ أُولَئِكَ فِي الْأَسْمَاءِ ، وَكَانَ مَا جَاءَ بِهِ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنَ الْقُرْآنِ هَادِيًا إِلَى الرُّشْدِ .
[ ص: 197 ]
وَقَدْ سَمِعَتْهُ الْعَرَبُ وَتَوَقَّفَ عَنِ الْإِيمَانِ بِهِ أَكْثَرُهُمْ ، أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سُورَةَ الْجِنِّ إِثْرَ سُورَةِ نُوحٍ تَبْكِيتًا
لِقُرَيْشٍ وَالْعَرَبِ فِي كَوْنِهِمْ تَبَاطَأُوا عَنِ الْإِيمَانِ ، إِذْ كَانَتِ الْجِنُّ خَيْرًا مِنْهُمْ وَأَقْبَلَ إِلَى الْإِيمَانِ ، هَذَا وَهُمْ مِنْ غَيْرِ جِنْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَ ذَلِكَ فَعِنْدَ مَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَعْظَمُوهُ وَآمَنُوا بِهِ لِلْوَقْتِ وَعَرَفُوا كَوْنَهُ مُعْجِزًا ، وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ مُكَذِّبُونَ لَهُ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : إِنَّ الشَّيَاطِينَ كَانُوا يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ فَيَسْتَمِعُونَ الْكَلِمَةَ مِنَ الْوَحْيِ فَيَهْبِطُونَ إِلَى الْأَرْضِ فَيَزِيدُونَ فَلَمْ يَزَالُوا كَذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعُوا تِلْكَ الْمَقَاعِدَ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ فَقَالَ :
لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ ، فَبَعَثَهُمْ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُوا الْقُرْآنَ قَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الْحَدَثُ . وَإِنَّهُمْ لَيُرْمَوْنَ فَإِذَا تَوَارَى النَّجْمُ عَنْكُمْ فَقَدْ أَدْرَكَهُ لَا يُخْطِئُ أَبَدًا وَلَكِنَّهُ لَا يَقْتُلُهُ ، يُحْرِقُ جَنْبَهُ وَجِهَةَ يَدِهِ .
وَرَوَى
ابْنُ سَعْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ
سَعِيدٍ عَنْهُ قَالَ : كَانَ لِكُلِّ قَبِيلٍ مِنَ الْجِنِّ مَقْعَدٌ مِنَ السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ مِنْهُ الْوَحْيَ فَيُخْبِرُونَ بِهِ الْكَهَنَةَ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُحِرُوا مِنْهُ ، فَقَالَتِ الْعَرَبُ حِينَ لَمْ تُخْبِرْهُمُ الْجِنُّ : هَلَكَ أَهْلُ السَّمَاءِ . فَجَعَلَ صَاحِبُ الْإِبِلِ يَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ بَعِيرًا وَصَاحِبُ الْبَقَرِ يَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ بَقَرَةً وَصَاحِبُ الْغَنَمِ يَنْحَرُ كُلَّ يَوْمٍ شَاةً ، وَقَالَ إِبْلِيسُ : لَقَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ حَدَثٌ فَأْتُونِي مِنْ تُرْبَةِ كُلِّ أَرْضٍ . فَأَتَوْهُ بِهَا فَجَعَلَ يَشُمُّهَا فَلَمَّا شَمَّ تُرْبَةَ مَكَّةَ قَالَ : مِنْ هَا هُنَا الْحَدَثُ فَنَصَتُوا فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ بُعِثَ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=14836الْعَوْفِيِّ عَنْهُ قَالَ : لَمْ تَكُنِ السَّمَاءُ تُحْرَسُ فِي الْفَتْرَةِ بَيْنَ
عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانُوا يَقْعُدُونَ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ، فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُرِسَتِ السَّمَاءُ حَرَسًا شَدِيدًا وَرُجِمَتِ الشَّيَاطِينُ .
وَرَوَى
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13ابْنِ عَمْرٍو قَالَ : لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي تَنَبَّأَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنِعَتِ الشَّيَاطِينُ مِنْ خَبَرِ السَّمَاءِ وَرُمُوا بِالشُّهُبِ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ فَقَالَ : بُعِثَ نَبِيٌّ عَلَيْكُمْ بِالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ . فَذَهَبُوا ثُمَّ رَجَعُوا فَقَالُوا : لَيْسَ بِهَا أَحَدٌ . فَخَرَجَ إِبْلِيسُ يَطْلُبُهُ
بِمَكَّةَ فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِرَاءَ مُنْحَدِرًا مَعَهُ
جِبْرِيلُ فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : قَدْ بُعِثَ
أَحْمَدُ وَمَعَهُ
جِبْرِيلُ .
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : لَمْ يُرْمَ بِنَجْمٍ مُنْذُ رُفِعَ
عِيسَى حَتَّى تَنَبَّأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُمِيَ بِهَا ، فَلَمَّا رَأَتْ
قُرَيْشٌ أَمْرًا لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَجَعَلُوا يُسَيِّبُونَ أَنْعَامَهُمْ وَيُعْتِقُونَ أَرِقَّاءَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُ الْفَنَاءُ وَفَعَلَتْ
ثَقِيفٌ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَبَلَغَ
عَبْدَ يَالِيلَ فَقَالَ : لَا تَعْجَلُوا .
[ ص: 198 ]
وَانْظُرُوا فَإِنْ تَكُنْ نُجُومًا تُعْرَفُ فَهُوَ عِنْدَ فَنَاءٍ مِنَ النَّاسِ ، وَإِنْ كَانَتْ نُجُومًا لَا تُعْرَفُ فَهُوَ عِنْدَ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ . فَنَظَرُوا فَإِذَا هِيَ لَا تُعْرَفُ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ : هَذَا عِنْدَ ظُهُورِ نَبِيٍّ فَمَا مَكَثُوا إِلَّا يَسِيرًا حَتَّى قَدِمَ
الطَّائِفَ nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَقَالَ : ظَهَرَ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ .
فَقَالَ عَبْدُ يَالِيلَ : فَعِنْدَ ذَلِكَ رُمِيَ بِهَا .
عَبْدُ يَالِيلَ- بِمُثَّنَاتَيْنِ تَحْتِيَّتَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ الْأُولَى ، وَذَكَرُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ وَفَدَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ
ثَقِيفٍ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ nindex.php?page=showalam&ids=13933وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيِّ قَالَ : كَانَتِ النُّجُومُ لَا يُرْمَى بِهَا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُمِيَ بِهَا فَسَيَّبُوا أَنْعَامَهُمْ وَأَعْتَقُوا رَقِيقَهُمْ ، فَقَالَ عَبْدُ يَالِيلَ : انْظُرُوا .
وَذَكَرَ مِثْلَهُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ سَعْدٍ عَنْ
يَعْقُوبَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ الْعَرَبِ فَزِعَ لِرَمْيِ النُّجُومِ ثَقِيفٌ فَأَتَوْا
nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أَحَدَ بَنِي عِلَاجٍ فَقَالُوا : أَلَمْ تَرَ مَا حَدَثَ؟ قَالَ : بَلَى ، فَانْظُرُوا فَإِنْ كَانَتْ مَعَالِمُ النُّجُومِ الَّتِي يُهْتَدَى بِهَا وَيُعْرَفُ بِهَا أَنْوَاءُ الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ انْتَثَرَتْ فَهِيَ طَيُّ الدُّنْيَا وَذَهَابُ هَذَا الْخَلْقِ ، وَإِنْ كَانَتْ نُجُومًا غَيْرَهَا فَأَمْرٌ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَنَبِيٌّ يُبْعَثُ فِي الْعَرَبِ . فَقَدْ تَحَدَّثَ بِذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=243عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ هَذَا .
وَرَوَى
ابْنُ سَعْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ الْوَحْيُ يُسْتَمَعُ فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَامُ مُنِعُوا وَكَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا سَعِيرٌ لَهَا تَابِعٌ مِنَ الْجِنِّ فَلَمَّا رَأَى الْوَحْيَ لَا يُسْتَطَاعُ أَتَاهَا فَدَخَلَ فِي صَدْرِهَا وَجَعَلَ يَصِيحُ : وُضِعُ الْعِنَاقُ وَرُفِعَ الشِّقَاقُ وَجَاءَ أَمْرٌ لَا يُطَاقُ ،
أَحْمَدُ حَرَّمَ الزِّنَا .
وَرَوَى
مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْأَسْلَمِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ
نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : كَانَتِ الشَّيَاطِينُ فِي الْفَتْرَةِ تَسْمَعُ فَلَا تُرْمَى فَلَمَّا بُعِثَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُمِيَتْ بِالشُّهُبِ .
وَرَوِيَ أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16568عَطَاءٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٍ . nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ
حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ ، عَنْ
ثَابِتٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ . nindex.php?page=showalam&ids=11868وَأَبُو الشَّيْخِ عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ مَطَرٍ عَنْ
ثَابِتٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَتِ الشَّيَاطِينُ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ قَالُوا : فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنِعُوا فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ فَقَالَ : لَقَدْ حَدَثَ أَمْرٌ .
فَرَقَى فَوْقَ أَبِي قُبَيْسٍ فَرَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي خَلْفَ الْمَقَامِ فَقَالَ :
أَذْهَبُ فَأَكْسِرُ عُنُقَهُ . فَجَاءَ وَعِنْدَهُ
جِبْرِيلُ فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ فَأَلْقَاهُ بِوَادِي الْأُرْدُنِّ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14203الْخَرَائِطِيُّ فِي الْهَوَاتِفِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ حَدَّثَ عَنْ بَدْءِ إِسْلَامِهِ فَقَالَ : إِنِّي لِأَسِيرٍ بِرَمْلٍ عَالِجٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ غَلَبَنِي النَّوْمُ وَنِمْتُ فَنَزَلْتُ عَنْ رَاحِلَتِي وَأَنَخْتُهَا وَنِمْتُ وَقَدْ تَعَوَّذْتُ قَبْلَ نَوْمِي . فَقُلْتُ أُعُوذُ بِعَظِيمِ هَذَا الْوَادِي مِنَ الْجِنِّ . فَرَأَيْتُ فِي مَنَامِي رَجُلًا بِيَدِهِ حَرْبَةٌ يُرِيدُ أَنْ يَضَعَهَا فِي نَحْرِ نَاقَتِي ، فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا فَنَظَرْتُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ أَرَ شَيْئًا فَقُلْتُ . [ ص: 199 ]
هَذَا حُلْمٌ . ثُمَّ عُدْتُ فَغَفَوْتُ فَرَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَانْتَبَهْتُ فَدُرْتُ حَوْلَ نَاقَتِي فَلَمْ أَرَ شَيْئًا وَإِذَا نَاقَتِي تُرْعِدُ ، ثُمَّ غَفَوْتُ فَرَأَيْتُ مِثْلَ ذَلِكَ فَانْتَبَهْتُ فَرَأَيْتُ نَاقَتِي تَضْطَرِبُ وَالْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بَرْجَلٍ شَابٍّ كَالَّذِي رَأَيْتُهُ فِي مَنَامِي وَبِيَدِهِ حَرْبَةٌ وَرَجُلٌ شَيْخٌ مُمْسِكٌ بِيَدِهِ يَرُدُّهُ عَنْهَا ، فَبَيْنَمَا هَمَّا يَتَنَازَعَانِ إِذْ طَلَعَتْ ثَلَاثَةُ أَثْوَارٍ مِنَ الْوَحْشِ فَقَالَ الشَّيْخُ لِلْفَتَى : قُمْ فَخُذْ أَيَّهَا شِئْتَ فَدَاءً لِنَاقَةِ جَارِي الْإِنْسِيِّ .
فَقَامَ الْفَتَى فَأَخَذَ مِنْهَا ثَوْرًا وَانْصَرَفَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ الشَّيْخُ وَقَالَ : يَا فَتًى إِذَا نَزَلْتَ وَادِيًا مِنَ الْأَوْدِيَةِ فَخِفْتَ هَوْلَهُ فَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ مِنْ هَوْلِ هَذَا الْوَادِي . وَلَا تَعُذْ بِأَحَدٍ مِنَ الْجِنِّ فَقَدْ بَطَلَ أَمْرُهَا . فَقُلْتُ لَهُ : وَمَنْ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ : نَبِيٌّ عَرَبِيٌّ لَا شَرْقِيٌّ وَلَا غَرْبِيٌّ ، بُعِثَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ .
قُلْتُ : أَيْنَ مَسْكَنُهُ؟ قَالَ : يَثْرِبُ . ذَاتُ النَّخْلِ . فَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي حِينَ بَرَقَ لِيَ الصُّبْحُ وَجَدَّيْتُ السَّيْرَ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَرَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثَنِي قَبْلَ أَنْ أَذْكُرَ لَهُ شَيْئًا وَدَعَانِي إِلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمْتُ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=12563وَابْنُ إِسْحَاقَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ نَفَرٍ مِنَ الْأَنْصَارِ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=842361أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ : «مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي هَذَا النَّجْمِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؟» قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللَّهِ كُنَّا نَقُولُ حِينَ رَأَيْنَاهَا يُرْمَى بِهَا : مَاتَ مَلِكٌ ، مَلَكَ مَلِكٌ ، وُلِدَ مَوْلُودٌ مَاتَ مَوْلُودٌ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
«لَيْسَ ذَلِكَ كَذَلِكَ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَانَ إِذَا قَضَى فِي خَلْقِهِ أَمْرًا سَمِعَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ فَسَبَّحَ مَنْ تَحْتَهُمْ لِتَسْبِيحِهِمْ ، فَسَبَّحَ مَنْ تَحْتَ ذَلِكَ ، فَلَا يَزَالُ التَّسْبِيحُ يَهْبِطُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسَبِّحُوا . ثُمَّ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مِمَّ سَبَّحْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : سَبَّحَ مَنْ فَوْقَنَا فَسَبَّحْنَا لِتَسْبِيحِهِمْ فَيَقُولُونَ : أَلَا تَسْأَلُونَ مَنْ فَوْقَكُمْ مِمَّ سَبَّحُوا؟ فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى حَمَلَةِ الْعَرْشِ فَيُقَالُ لَهُمْ : مِمَّ سَبَّحْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : قَضَى اللَّهُ تَعَالَى فِي خَلْقِهِ كَذَا وَكَذَا لِلْأَمْرِ الَّذِي كَانَ فَيَهْبِطُ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَتَحَدَّثُونَ بِهِ ، فَتَسْرِقُهُ فَتَسْتَرِقُهُ الشَّيَاطِينُ بِالسَّمْعِ عَلَى تَوَهُّمٍ وَاخْتِلَافٍ ، ثُمَّ يَأْتُونَ بِهِ الْكُهَّانَ فَيُحَدِّثُونَهُمْ فَيُخَطِّئُونَ بَعْضًا ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَجَبَ الشَّيَاطِينَ بِهَذِهِ النُّجُومِ الَّتِي يُقْذَفُونَ بِهَا فَانْقَطَعَتِ الْكِهَانَةُ الْيَوْمَ فَلَا كِهَانَةَ» .
وَيُرْوَى عَنْ
لُهَيْبِ بْنِ مَالِكٍ اللَّهْبِيِّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=890866حَضَرْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي نَحْنُ أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ حِرَاسَةَ السَّمَاءِ وَالشَّيَاطِينَ وَمِنْهُمْ مِنِ اسْتِرَاقِ السَّمْعِ عِنْدَ قَذْفِ النُّجُومِ ، وَذَلِكَ أَنَّا اجْتَمَعْنَا إِلَى كَاهِنٍ يُقَالُ لَهُ خَطَرُ بْنُ مَالِكٍ ، وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَتَا سَنَةٍ وَثَمَانُونَ سَنَةً فَقُلْنَا : يَا خَطَرُ هَلْ عِنْدَكَ عِلْمٌ مِنْ عِلْمِ هَذِهِ النُّجُومِ الَّتِي يُرْمَى بِهَا فَإِنَّا قَدْ فَزِعْنَا لَهَا وَخِفْنَا سُوءَ عَاقِبَتِهَا . فَقَالَ : ائْتُونِي بِسَحَرٍ ، أُخْبِرُكُمُ الْخَبَرَ ، الْخَيْرُ أَمِ الضَّرَرُ وَالْأَمْنُ أَمِ الْحَذَرُ . [ ص: 200 ]
قَالَ : فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ يَوْمَنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ فِي وَجْهِ السَّحَرِ أَتَيْنَاهُ فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ عَلَى قَدَمَيْهِ شَاخِصٌ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَنَادَيْنَاهُ : يَا خَطَرُ يَا خَطَرُ . فَأَوْمَأَ إِلَيْنَا أَنْ أَمْسِكُوا فَأَمْسَكْنَا ، فَانْقَضَّ نَجْمٌ عَظِيمٌ مِنَ السَّمَاءِ ، فَصَرَخَ الْكَاهِنُ رَافِعًا صَوْتَهُ .
أَصَابَهُ أَصَابَهُ خَامَرَهُ عِقَابَهُ عَاجَلَهُ عَذَابَهُ
أَحْرَقَهُ شِهَابُهُ
زَايَلَهُ جَوَابُهُ
يَا وَيْحَهُ مَا حَالُهُ بَلْبَلَهُ بَلْبَالُهُ
عَاوَدَهُ خَبَالُهُ تَقَطَّعَتْ حِبَالُهُ
وَغُيِّرَتْ أَحْوَالُهُ
ثُمَّ أَمْسَكَ طَوِيلًا وَقَالَ :
يَا مَعْشَرَ بَنِي قَحْطَانِ أُخْبِرُكُمْ بِالْحَقِّ وَالْعِيَانِ
أَقْسَمْتُ بِالْكَعْبَةِ ذَاتِ الْأَرْكَانِ [وَالْبَلَدِ] الْمُؤْتَمَنِ السُّدَّانِ
لَقَدْ مُنِعَ السَّمْعَ عُنَاةُ الْجَانِّ بِثَاقِبٍ بِكَفِّ ذِي سُلْطَانِ
مِنْ أَجْلِ مَبْعُوثٍ عَظِيمِ الشَّانِ يُبْعَثُ بِالتَّنْزِيلِ وَالْقُرْآنِ
وَبِالْهُدَى وَفَاصِلِ الْفُرْقَانِ تَبْطُلُ بِهِ عِبَادَةُ الْأَوْثَانِ
فَقُلْنَا : يَا خَطَرُ مَا تَرَى لِقَوْمِكَ؟ فَقَالَ :
أَرَى لِقَوْمِي مَا أَرَى لِنَفْسِي أَنْ يُتْبِعُوا خَيْرَ بَنِي الْإِنْسِ
بُرْهَانُهُ مِثْلُ شُعَاعِ الشَّمْسِ يُبْعَثُ فِي مَكَّةَ دَارِ الْحُمْسِ
بِمُحْكَمِ التَّنْزِيلِ غَيْرِ اللَّبْسِ
فَقُلْنَا : يَا خَطَرُ وَمِمَّنْ هُوَ؟ فَقَالَ : وَالْحَيَاةِ وَالْعَيْشِ ، إِنَّهُ لَمِنْ قُرَيْشِ ، مَا فِي حُكْمِهِ طَيْشٌ ، وَلَا فِي خُلُقِهِ هَيْشٌ ، يَكُونُ فِي جَيْشٍ وَأَيِّ جَيْشٍ ، مِنْ آلِ قَحْطَانَ وَآلِ أَيْشِ .
فَقُلْنَا : بَيِّنْ لَنَا مِنْ أَيِّ قُرَيْشٍ هُوَ؟
فَقَالَ : وَالْبَيْتِ ذِي الدَّعَائِمِ ، إِنَّهُ لِمَنْ نَجْلِ هَاشِمِ ، مِنْ مَعْشَرٍ أَكَارِمِ ، يُبْعَثُ بِالْمَلَاحِمِ ، وَقَتْلِ كُلِّ ظَالِمِ . [ ص: 201 ]
ثُمَّ قَالَ : هَذَا هُوَ الْبَيَانُ أَخْبَرَنِي بِهِ رَئِيسُ الْجَانِّ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرْ . وَانْقَطَعَ عَنِ الْجِنِّ الْخَبَرْ ، ثُمَّ سَكَتَ وَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فَمَا أَفَاقَ إِلَّا بَعْدَ ثَالِثَةٍ فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «سُبْحَانَ اللَّهِ لَقَدْ نَطَقَ عَنْ مِثْلِ نُبُوَّةٍ وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَاحِدَةً» .
رَوَاهُ
أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيِّ فِي كِتَابِ الصَّحَابَةِ .
وَالْآثَارُ فِي هَذَا كَثِيرَةٌ وَفِيمَا ذُكِرَ كِفَايَةٌ .