تنبيهات
الأول : قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد : قيل : ولها تبعث الرسل . وأما ما يذكر عن بعثه الله تعالى على رأس الأربعين وهي سن الكمال . المسيح أنه رفع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون فهذا لا يعرف به أثر متصل يجب المصير إليه . انتهى .
والأمر كما قال : فإن ذلك يروى عن قال : إن النصارى تزعم . فذكر الحديث إلى أن قال : وإنه رفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة رواه وهب بن منبه وفي سنده [ ص: 226 ] الحاكم . عبد المنعم بن إدريس كذبوه ، ولو صح سنده فإنه عن النصارى كما ترى . وعن الحسن رواه من طريق ابن عساكر إسحاق بن بشر وهو كذاب يضع ، لكنه قال ابن أربع وثلاثين .
ورواه عن الحاكم وفي سنده سعيد بن المسيب وهو ضعيف . ويأتي في الوفاة النبوية أحاديث صحيحة تدل على أنه رفع وهو ابن مائة وعشرين سنة . علي بن زيد
الثاني : قال حديث : ابن الجوزي : «ما من نبي نبئ إلا بعد الأربعين» موضوع . لأن عيسى عليه الصلاة والسلام نبئ ورفع إلى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فاشتراط الأربعين في حق الأنبياء ليس بشيء . انتهى .
وما ذكره في يرده ما سبق عن ابن القيم وسيأتي في أبواب الوفاة حديث قدر عمر عيسى لما رفع عائشة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي توفي فيه إن لفاطمة : جبريل كان يعارضني القرآن في كل عام مرة ، وإنه عارضني بالقرآن العام مرتين وأخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله وأخبرني أن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين . رواه ورجاله ثقات وله طرق تأتي في الوفاة . الطبراني
والمشهور عند الجمهور كما قال الحافظان ابن كثير وابن حجر أنه صلى الله عليه وسلم بعث في شهر رمضان . وصححه الإمام علاء الدين علي بن محمد الخازن . زاد الحافظ : لما تقدم أنه الشهر الذي جاء فيه إلى حراء فجاءه الملك .
وعكس ابن القيم فقال في زاد المعاد : قيل إنه بعث لثمان مضين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل . وهذا قول الأكثرين .
ثم حكى أنه كان في رمضان .
وجمع بعضهم بين القولين بأنه صلى الله عليه وسلم نبئ بالرؤيا في شهر مولده ثم كانت مدتها ستة أشهر ثم أوحي إليه في اليقظة . ولهذا مزيد بيان في التنبيه السابع من الباب الثامن .
وكان ذلك يوم الاثنين .
وروى عن مسلم أبي قتادة رضي الله تعالى عنه . [ ص: 227 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال : «ذاك يوم ولدت فيه وفيه بعثت أو قال : أنزل علي فيه»
وروى محمد بن عمر الأسلمي ، عن أبي جعفر الباقر قال : كان ابتداء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان .
وروى الإمام أحمد وابن جرير والطبراني في الشعب عن والبيهقي رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : واثلة بن الأسقع . [ ص: 228 ] «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان ، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان»