الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " وتجرد ولبس إزارا ورداء أبيضين " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : هذا صحيح ، إذا اغتسل لإحرامه ، فعليه أن يتجنب لباس ما ألفه من الثياب المخيطة ، لرواية الزهري عن سالم عن أبيه أن رجلا نادى فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الذي يتجنبه المحرم من الثياب ؟ فقال : " لا يلبس السراويل ، ولا القميص ولا البرنس ، ولا العمامة ولا الخفين ولا ثوبا مسه زعفران أو ورس " . فإذا نزع ثيابه المعهودة ، واغتسل ولبس إزارا ورداء ، ونعلين ، لرواية الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين " ويختار أن يكونا جديدين اقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم وأن يكونا أبيضين ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " خير ثيابكم البيض ، فليلبسها أحياؤكم ، وليكفن فيها موتاكم " فإن عدل عن البياض إلى المصبوغ ، فما صبغ غزلا قبل نسجه ، كعصب اليمن والأبراد والحبرة ، لأنه بالرجال أشبه ، فإن لبس ما صبغ بعد نسجه ، كان عادلا عن الاختيار وأجزأه وقد روي أن ابن عمر رضي الله عنهما أحرم في ثوب معصفر ، وأن عبد الله بن جعفر أحرم في ثوبين مضرجين وأن عقيل بن أبي طالب أحرم في ردائين فإن أحرم جنبا ولبس ثوبا نجسا كان بذلك مسيئا ، وكان إحرامه منعقدا ، لأن الإحرام بالحج لا يفتقر إلى طهارة من حدث ولا نجس .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية